زايد قائد استثنائي
ابن الديرة
شهر يناير على الأبواب، ويبدأ عام زايد الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتخليد ذكرى الوالد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بمناسبة مرور مئة عام على مولده، فيكون عام 2018 مناسبة لكل محبيه للتعبير عن الحب الكبير الذي يكنونه لهذه الشخصية الاستثنائية الفذة، الذي ما اجتمعت قلوب كل من يعرفه على وجه البسيطة، كما اجتمعت على حبه، وأجمعت على كرمه وإنسانيته وأخلاقه السامية وتواضعه الكبير، وعام يلقى خلاله الضوء على إنجازات زايد الوطنية والإقليمية والدولية، والإرث السياسي والاجتماعي والحضاري الذي تركه لأبناء شعبه، وللبشرية جمعاء.
إنه عام رائع سنتعلم فيه حب الوطن على أصوله وبطريقة زايد، وهي ليست ككل الطرق، ولا شعارات رنانة وأبيات شعر موزونة وكلمات منمقة، لأنه كان حباً يعني التضحية من أجل الوطن، والتصميم على تغييره إلى الأفضل، وحشد كل الإمكانيات والموارد والخيرات لبنائه وانتشاله من غياهب القرون الوسطى، والإطلال به بكل جدارة على القرن العشرين، ونجح في تحقيق مكانة خاصة محترمة لهذا الكيان الوحدوي الذي أسسه ورفاقه بين كل الدول، بسياسات خارجية محبة للجميع، تعمل على نشر ثقافة السلام والتعاون لخير البشرية.
عام زايد فرصة ليبدأ كل منا بنفسه، ويتساءل في كل خطوة وسلوك: هل كان هذا يفرح زايد أم يغضبه؟ وبالإجابة والتنفيذ الدقيق سنزيد الوطن رفعة وسمواً، وسنرتقي سلم المجد خطوات إضافية، وستهنأ بنا قيادتنا التي تراهن علينا في الحفاظ على ما أنجزت من معجزات بعد تسلمها القيادة عندما رحل زايد إلى بارئه، ونزيد بقدر سعي الجميع ليكون اسم الإمارات العربية المتحدة في المقدمة دائماً، وعلمها يعانق السماء فخراً وزهواً، ولعل ما سبق هو المهمة الأكبر والأصعب لكنها الأكثر قرباً من زايد وفكره وثقافته وتطلعه إلى المستقبل.
يجب أن نفخر بأننا أبناء زايد وأحفاده، تسلمنا منه أمانة كبرى عاهدنا الله أن نؤديها ونصونها ونسلم رايتها إلى الأجيال القادمة بكل الحب والثقة أننا جميعاً نستلهم خطانا من فكر وسلوك القائد المعلم زايد، وننظر بإعجاب أيضاً إلى ربان السفينة صاحب السمو الشيخ خليفة وهو يقودها ببراعة وسط الأمواج العاتية من نصر إلى نصر، ومن إنجاز إلى آخر، فزايد كان قدوته ومعلمه، وهذا هو سر نجاحه وتفوقه بامتياز.
يجب ألا نكتفي في عام زايد وفي كل الأعوام بترديد ما أنجز زايد وما قدم من خير للبلاد والعباد على المستوى الوطني والعالمي، بل يجب أن نزيد ماذا نقدم نحن على خطى وهدي أفكار زايد يرفع مكانة الوطن ويزيد لحمتنا مع القيادة المباركة التي تحرص على مصالح شعبها وحضارة وطنها بما لا يقاس.
ebn-aldeera@alkhaleej.aeOriginal Article