زراعة الأعضاء.. والتأمين
سلام أبوشهاب
مستشفى المفرق الذي قاد عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية في مطلع الثمانينات، بإجراء أول عملية نقل وزراعة كلية بنجاح، يواصل مسيرته الطبية بنقل أربعة أعضاء من متبرع واحد متوفٍ دماغياً قبل أيام، شملت نقل وزراعة قلب، ليؤكد مجدداً جاهزية هذا الصرح الطبي لإجراء هذا النوع من العمليات الكبرى، التي ينتظرها مرضى الفشل العضوي على أحر من جمر.
نجاحات متكررة تسجلها مستشفيات أبوظبي والعديد من المستشفيات على مستوى الدولة، في إجراء عمليات نقل وزراعة مختلف الأعضاء البشرية من المتوفين دماغياً، وفقاً للوائح والنظم المعمول بها، ما يؤكد جاهزية غالبية المستشفيات، سواء على صعيد الكوادر الطبية والفنية أو الأجهزة والمعدات، لإجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية.
ارتفاع عدد المتبرعين بأعضاء من المتوفين دماغياً في الدولة إلى 9 متبرعين، منذ بدء هذا النوع من العمليات منذ أكثر من عام ونصف العام تقريباً، وقد أخدت بالفعل منهم أعضاء بعد الوفاة الدماغية، بمتابعة وإشراف اللجان الطبية والفنية المتخصصة، يعكس مدى الرغبة الشديدة عند نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، للمساهمة في التخفيف من معاناة مرضى الفشل العضوي.
أمام هذه الرغبة في التبرع بالأعضاء، أين هو البرنامج الوطني من فتح المجال أمام الراغبين في التبرع بالأعضاء؟، وما هي الآلية التي من المفترض أن يتبعها من يرغب في التبرع بأعضائه؟، وأين يتجه للتسجيل والحصول على بطاقة تبرع بأعضاء؟ ولماذا لم تُنظم إلى الآن حملات توعية موجهة لأفراد المجتمع، لحثهم على التبرع بالأعضاء البشرية؟.. هذه الأسئلة وغيرها، تبحث عن إجابات دقيقة من اللجنة الوطنية لنقل وزراعة الأعضاء البشرية.
قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية الذي تم تعديله في وقت سابق، نص في مواده، على إنشاء مركز وطني لنقل وزراعة الأعضاء البشرية في الدولة، فأين هذا المركز الذي يمثل وجوده جهة تنظيمية لهذا النوع من العمليات، سواء على صعيد إعداد سجلات بمرضى الفشل العضوي، وتفاصيل دقيقة عن كل حالة، وسجلات بالمتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة، مما يسهل عمليات الحصول على الأعضاء البشرية ونقلها وزرعها للمرضى المحتاجين، وفقاً للأولويات ومدى تطابق الأنسجة بين المتبرع والمريض.
هذا النوع من العمليات الجراحية والإجراءات العلاجية، يتطلب أيضاً بحث إدراجه في وثائق التأمين الصحي؛ نظراً للتكلفة العالية لهذا النوع من العمليات وما بعدها؛ لما يحتاجه المريض من أدوية مدى الحياة، للتخفيف على المرضى من مشقة ومعاناة تدبير تكلفة إجراء العملية والعلاج.
Salam111333@hotmail.com