قضايا ودراسات

سطوة المال.. ولكن

شيماء المرزوقي
نسمع بين وقت وآخر من يتحدث عن سلبيات الثروة المالية، ومن يقول بأنها مفسدة للروح البشرية، بل يذهب البعض إلى توجيه النقد لمن يعمل لجني المزيد من الأموال وتحقيق مكاسب مشروعة، والمشكلة أن هؤلاء الذين ينتقدون يذهبون لأعمالهم ووظائفهم، وأعينهم وتفكيرهم منصبة على تاريخ نزول الراتب، وهم معذورون فمن خلال هذا الراتب يتم تسديد الفواتير.
أفهم أنهم قد يقصدون الجشع والطمع والبخل، لكن الأمثلة حتى القديمة التي تحدثت عن الأموال وجمعها ماثلة ويتم ترديدها حتى يومنا هذا، وتلفح في وجه كل من هو مندمج ويبذل جهده في وظيفته وعمله. نعم هناك عبارات شائعة في ذم المال، ودوماً نسمع أن من يعيش للحصول على المال سيفشل في ذلك، ببساطة متناهية هناك نظرة سلبية نحو من هدفه العمل للكسب المالي وفق الطرق المشروعة، فلماذا إذن يتم النظر إلى جهده بأنه سينتهي بكارثة؟ لماذا لا نفترض أن هذا الشخص عندما يزداد المال لديه، ستكون الفرصة مواتية له لأداء الأعمال الخيرية؟ لماذا لا نعتبر كسب المال معبراً أو طريقاً للوصول إلى المحتاجين الذين لا يملكون ذلك المال، والبعض من هؤلاء قد يموتون بسبب الجوع أو أنهم يحتاجون إلى الكساء والمأوى.. هذا هو بيل جيتس رجل الأعمال الشهير ورائد «ميكروسوفت»، وأغنى أثرياء العالم، اليوم يتربع على هرم أكبر منظمة خيرية في العالم.
الحصول على المال شيء مهم وأساسي في حياتنا، دون شك، ولو لم تكن هناك أهمية قصوى وبالغة لما وجدت كل هذه الأعداد الغفيرة التي تسعى للعمل والوظيفة بجد وانتظام، ولما وجدت من يدرس ويتعلم ويطوّر من نفسه.. أعتقد أنه يفترض بنا عندما نتحدث عن المال أن نتحدث عنه كوسيلة توصلنا إلى تحقيق رغباتنا السامية النبيلة ونحقق بواسطته حاجاتنا الحياتية التي لا فكاك منها.. ولا ننسى أنه نعمة من الله عز وجل.
إن الشيء الذي يجب أن ننتبه له جيداً، هو أن لا يكون المال من يتحكم بنا وأن نظل نجمعه دون هدف أو دون غاية، وكما جاء في تلك المقولة الشهيرة التي يرجعها البعض للكاتب الفرنسي الكسندر دوما: «المال خادم جيد، لكنه سيد فاسد»، نعم احذر أن يكون المال هدفك الوحيد في الحياة ولتحقيقه تدوس على كل شيء، بل اجعله وسيلة تساعدك للوصول إلى أهدافك النبيلة الإنسانية.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى