قضايا ودراسات

سوالف حريم

محمد سعيد القبيسي

بعد 27 عاماً من الزواج تطلب منه الطلاق، لماذا؟ لأنه لا يستحمّ يومياً. عجيب أمرك أيتها الزوجة، وطوال تلك السنين لم تنتبهي إلى ذلك؟ وأخرى تشتكي من بخل زوجها وقلّة إنفاقه على بيته وأسرته ولا يستطيع أن يوفر سفرية لهم كل صيف، ومعيشة زاهية مثل جيرانهم الذين يقضون إجازتهم الصيفية بين أوروبا وأمريكا، ولديهم من السيارات الفارهة ما يملأ معرضاً للسيارات، وأخرى تقول زوجي لا يتحدّث معي ولا يعيرني أي اهتمام، والكثير الكثير من هذه الموضوعات الغريبة الأطوار والأسباب، التي نقرأها ونسمعها ونراها تقريباً بشكل يومي، على جميع وسائل الإعلام.
وغير أن النساء يكلْنَ بالسب على هؤلاء الرجال، فنحن أيضاً كرجال أصبحنا نشاركهن ذلك من هول ما نسمع ونقرأ ونرى، ولكن هناك تساؤلاً دائماً ونقطة تكاد أن تكون مشتركة في معظم هذه القضايا، ألا وهي سنوات العشرة الطويلة بين هؤلاء الأزواج، والغريب أنها لم تكتشف إلا بعد مرور كل هذه السنين الطويلة، عجيب!
باعتقادي عيادات التجميل تلعب دوراً كبيراً في مثل هذه القضايا، فبعض النساء ما إن تقوم بذلك وترى أنها أصبحت أصغر بعشر سنين من عمرها الحقيقي، وتنظر إلى هذا الزوج المسكين، تغترّ بحالها وترى أنه لا يستأهلها وهي تستأهل أكثر وأحسن، فتبدأ مشوار الضجر والملل إلى أن تصل إلى أروقة المحاكم طالبة الطلاق أو الخلع، ولا أعمم هنا ولكن أقول (البعض).
سيدتي قبل أن تشتكي وتنهاري وتتذمري من زوجك الذي فيه وفيه وفيه، هل تذكرت الساعات الطويلة التي كان يقضيها في عمله ليوفر لك ولأبنائك الحياة الكريمة التي عشتِها معه، هل تذكرت الأيام الطويلة التي كان يعود إلى البيت وأنت تقضين وقتك مع صديقاتك، أو في منزل أهلك، أو في مراكز التسوق بعيداً عن منزلك، ويكون قد غلبه النوم وهو ينتظرك، ونام وأنت ولا تدرين إن كان تناول عشاءه أم لا؟
كم من المرات قاوم التعب والمرض ليذهب إلى العمل أو ليقضي مصالح البيت وطلباتك وطلبات الأبناء، حتى لا يشعركم بالنقص أو الحاجة.
الحقيقة أنه بات من الضروري أن نزيح هذا القناع المزيف عن وجوهنا، أزواجاً كنا أم زوجات، ونعيش على طبيعتنا ولا نغتر كثيراً بموجات الزينة والمكياج، لأنها قشور، سرعان ما تنقضي ويبقى الجمال في القلب وحفظ العشرة الطيبة.
لا نريد زيفاً من الجمال المزعوم، وأن نرضى بما قسم الله لنا، هذا الشيء الذي يفضي إلى المحبة والوئام، وإلى أسرة دافئة المشاعر وكريمة التربية والأبناء.

abudhabi@email.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى