قضايا ودراسات

سياحة في الوطن

سرعان ما بدأت أسعار التذاكر تلتهب خاصة إلى الأماكن السياحية، واستعرت الحجوزات، والجميع انتظر انتهاء امتحانات الأبناء أوبعد رمضان على أبعد مدى ليبدأ إجازته السنوية في مدن العالم السياحي، وكأن شيئاً لم يتغير في بلدنا.
ماذا نقصد بالسياحة، الفنادق الضخمة والمتنزهات، أم الشواطئ الجميلة حيث الراحة والاستجمام، أم المتاحف العالمية، والجامعات أم المستشفيات والمصحات حيث الخبرات الطبية، أم المكتبات والجهات الثقافية؟
وهنا لابد أن نتوقف ونراجع أنفسنا قبل القيام بالحجوزات التي تكلفنا سنوياً مبالغ طائلة مع أبنائنا، وبلدنا فيه كل شيء، ألم يصبح بلدنا مزاراً سياحياً من الدرجة الأولى؟ إن فنادق الإمارات تعد اليوم أفخم وأجمل من معظم فنادق العالم، وفيها من الراحة والاطمئنان والهدوء والاستجمام ما يدفع العديد من زوار العالم ليقصدوها اليوم، والأهم من ذلك النظافة في كل مكان.
أما متاحفنا فباتت تناظر متاحف الدنيا مثل «اللوفر أبوظبي» قريباً، ومنارة السعديات، وكذلك سائر المتاحف في إمارات الدولة. أما الجامعات فحدّث عنها ولا حرج، فلدى الإمارات أكثر من سبعين جامعة، إلى جانب الكليات والمعاهد، وكذلك مدارس اللغات. أما المطاعم الفاخرة فبإمكانك أن تتذوق كل أكلات شعوب العالم في مكان واحد. والآن أقف عند هواية المرأة في التسوق، فكثيراً ما نرى نساءنا في الأسواق يومياً في أي زيارة سياحية، وأتساءل في أي مدينة في العالم يوجد فيها من المراكز والأسواق متعددة الطوابق، وفيها جميع الماركات العالمية أكثر من مراكز بلدنا، نكاد لا نستطيع أن نعدها أو نعد عدد المحال التي تمتلئ بها أجمل وأرقى صيحات الموضة.
آن الأوان أن ندرك أن بلدنا بات من أجمل البلدان السياحية، من راحة وهدوء واطمئنان ونظافة، وإلى جانب أهلنا، ومهما كان غرضنا من الراحة، والتنقل ففي الإمارات الكثير من المناطق الرائعة ومن المناظر الطبيعية الخالبة، فما بالنا لا نغير نمط حياتنا بأن نقوم بسياحة في الوطن نتعرف من خلالها إلى سائر مناطق الدولة، ونزور متاحفها، ومتنزهاتها وحدائقها الزاهية، حيث حدائق الزهور والفراشات والمنتجعات البحرية الرائعة، فهل وفرنا على أنفسنا تلك المبالغ؟ وهنا أذكر أن بعض العوائل تضطر في بعض الأحيان إلى الاستدانة، واللجوء إلى القروض البنكية لكي ترضي زهوها، وتباهي بعضها البعض بأنها قضت إجازتها السنوية في وفي وفي…
إن وطننا الإمارات بات مقصداً للسياحة، ألم تسمعوا بالأرقام الهائلة التي تزور مطاراتنا الدولية والتي تفوق عشرات الملايين من العالم بأسره، أم أن مزمار الحي لا يطرب؟
سارعوا إلى السياحة الوطنية في بلد الخير والأمن والسعادة والنزهة والمتعة الحقيقية بين أهليكم، نتذوق جمال بلدنا ونزهو بتقدمها.
همسة: إلى الجهات المختصة بالسياحة، تشجيعاً للسياحة الوطنية نرجو أن تكون الأسعار للمواطنين والمقيمين في الدولة، نفس الأسعار أو أقل من الأسعار التي تعرض في الخارج حتى لا نضطر أن نحجز لبلدنا من الخارج.

محمد سعيد القبيسي
abudhabi@email.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى