سيناريوهات الحرب القادمة

فيصل عابدون
شن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس هجوماً مفاجئاً نهاية الأسبوع الماضي استهدف الصين وروسيا، وقال في معرض استعراضه لاستراتيجية الدفاع الجديدة لبلاده، إن الولايات المتحدة تبني قوة عسكرية «أشد فتكاً»؛ لمواجهة تهديدات من «القوى الرجعية» في الدولتين، وإن بلاده تركز قواها العسكرية لمواجهة المتنافسين وليس الإرهاب، قبل أن يلخص حديثه بالقول إن استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة تعطي للاستعداد للحرب الأولوية الأساسية.
وفي تصريحات منفصلة ولكن متزامنة، أعلن وزير الدفاع البريطاني، غافين ويليامسون، أنه في حال قيام روسيا بهجوم على البنية التحتية للمملكة المتحدة، فذلك سيؤدي إلى الآلاف من الضحايا والقتلى. وأضاف ويليامسون، «لدى الروس كل السبل المتاحة لضرب بريطانيا، وتوجيه الضربات المؤلمة لها، ولتدمير اقتصادها وبنيتها التحتية، والتي سيكون نتيجتها الآلاف من القتلى والضحايا».
وبالطبع فقد ردت الصين وروسيا على الوزير الأمريكي، وسخرت موسكو من مخاوف الوزير البريطاني، واعتُبِر أن التزامن في قرع طبول الحرب في لندن وواشنطن مصادفة غير مقصودة. لكن في الأسبوع ذاته اعتبر تقرير خبراء على موقع مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، بأن الصراع المسلح بين حلف شمال الأطلسي وروسيا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية، وأن احتمال وجود مثل هذا السيناريو مرتفع، وبشكل خاص إذا كان التفوق العسكري أصبح في صالح الناتو.
وبحسب تقديرات الخبراء، فإن القوات المسلحة التقليدية الروسية سوف تهزم؛ لأن جزءاً صغيراً منها فقط جاهز ومجهز بشكل جيد. وفي حال استهدف الناتو المنشآت العسكرية داخل روسيا، أو قامت قوات الحلف باقتحام الأراضي الروسية، فإن الجيش الروسي سيلجأ لاستخدام الأسلحة النووية لمواجهة الهجوم.
هل هذا كل شيء عن الحرب في أسبوع واحد؟ ليس تماماً. فقد وضعت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية قائمة بخمس بؤر مرشحة لإشعال شرارة الحرب العالمية الثالثة، وفي مقدمتها أوكرانيا؛ حيث يحاول الجيش الروسي حماية حدوده من توغل قوات الناتو، وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على البطن الروسي الرخو.
البؤرة الثانية، بحسب المصدر الروسي، هي المنطقة العربية؛ حيث يحتدم صراع المصالح والنفوذ، وتحتشد المنطقة بالجيوش والقواعد العسكرية للقوى الكبرى والمتوسطة القوة.
وأشار المصدر الروسي أيضاً إلى كوريا الشمالية، التي تسرع وتيرة بناء ترسانتها النووية، وحيث تسود مشاعر العناد والعناد المضاد، ما يفتح باب الكوارث على مصراعيه. كما أشار المصدر أيضاً إلى تركيا، التي تباعد خطواتها عن واشنطن، وتقترب أكثر من المعسكر الروسي، كما حدد منطقة تايوان بؤرة محتملة لاندلاع الحرب العالمية الثالثة، إذا هدد الغرب النفوذ الصيني، أو سعى للتقليل من احترام الإمبراطورية الصاعدة.
الصورة العامة توضح أن أوروبا ستقع في منطقة تقاطع النيران، وأن الجيوش المتقاتلة ستتسابق لاحتلال مناطق الموارد. وسيموت أناس كثيرون وينشأ عالم جديد.
Shiraz982003@yahoo.com