فواز الشريف
يقولون البركة في الشباب ويقولون شباب ولو يصير الرأس شايب، لكن الليلة الأمر مختلف، فالهلال كائن تنتهي عنده كل الأمنيات والصخرة التي تتكسر أمامها كل أمواج وطموحات المنافسين ليس لأنه الهلال فقط أو أن ميولي وتعاطفي وحبي له جعلني أصدر مثل هذه الأحكام، بل لأن العمل الذي يدور في داخله فنياً وإدارياً وبالذات في العقد الأخير عمل أقل ما يقال عنه «شيء كبير يا عمري».
الحديث هنا عن ديربي كبير له عراقة وتاريخ، والحديث هنا عن مواجهة ربما تكون من العيار الثقيل بعد مواجهة النصر والاتحاد التي شهدت جهداً بدنياً وذهنياً وانتهت سلبية، فالشباب المتصدر والمكتمل وصاحب العلامة الكاملة حتى الآن بقي رهن الحاجة لاختبار قوي حتى نقول إنه الأفضل وليس هناك اختبار حقيقي مثل فاجعة مواجهة الهلال حتى وإن كان الفريق الأزرق يعاني بعد سقوطه أمام التعاون وتعادله أمام الاتفاق وعودة نقاده للبحث عن ركلة جزاء.
ونعم الليلة أهم مواجهة للشباب في مشوار هذا الموسم، فتجاوز الهلال لن يعطيه نقاط المباراة، بل سيعطيه الثقة الكاملة والشخصية المطلوبة للفريق المتصدر الذي تستطيع أن تراهن عليه.
أعتقد أن الإسباني فيسينتي مورينو محظوظ بإدارة ناديه ولاعبيه المحليين والأجانب، فالشباب مكتمل منذ موسمين لكنه لم يجد المدرب الذي يدير طبخته، في المقابل يعاني دياز وابنه مشكلة غياب العناصر المهمة التي كانت تحمل على أكتافها أعباء دياز، فالهلال فريق يصنع الأسماء والمدربين، لكن المتابع لآخر مواجهتين يشعر بأن العقد بكسر العين الذي نظمه الهلال مهدد بالتفكك فظهرت الفردية في أداء اللاعبين وتوقف إمداد إيغالو بالكرات السهلة كما كان ينعم بذلك. أما على الجانب الشبابي تناغمت المجموعة بعناصر شابة يقودها الخبير بانيغا كشخصية لديها القدرة على ضبط إيقاع اللعب مع التميز التهديفي لجوانكا وجونيور بالإضافة لارون.
الليلة نحن أمام أقوى مباراة قبل توقف الدوري ربما فيها يحدد الشباب مسيرته المعنوية للبقاء متصدراً وفيها يعرف الهلال ما يحتاج إليه ليبقى البطل الدائم والرسمي والمعتمد لكل بطولة.
*نقلاً عن عكاظ السعودية