عاد والعوْدُ «زايد»
أحمد علي الحمادي
لم ينحصر دور دولة الإمارات يوماً في اليمن على موقفها العسكري المشرف في عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة، بل يتعداه إلى نواحٍ إنسانية عدة، ورغم أنه لا يوجد بلد في العالم، أو قيادة ترغب في التورط في حرب من أي نوع، لما يلي ذلك من تبعات جسام تتكبدها هذه الدولة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، إلا أن القيادة الإماراتية السامية النبيلة أبت أن تترك اليمن، تلك العزيزة التي أوصى بها خيراً الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فكان من الطبيعي أن تنفذ الإمارات الوصية وتشارك في كل ما من شأنه أن يحفظ لليمن شرعيتها، وأمنها، وأمانها، واستقرارها.
ومن اللحظة الأولى لبىّ أبناء الإمارات نداء الواجب والجيرة والإنسانية بما يملكون من قوة ومحبة وعزيمة وإصرار
حاملين أرواحهم على أكفهم، عازمين على خير الحياة وخير الممات، متمثلين بقول الشاعر الفلسطيني الراحل عبدالرحيم محمود:
«فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا..
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى»
وها هي الإمارات تعيش فرحة تستحقها بعد كل تلك البطولات التي منحت الأمل، ليس لأبناء اليمن وحدهم، وإنما الأمل في شباب عربي مسلم لا يقف في وجهه شيء ما دامت غايته ومسعاه السلام والشرف.
تعيش الإمارات هذه الأيام فرحة عودة ابنها البار البطل الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، من رحلة علاج استمرت عدة أشهر في الخارج بعد أن شارك النقيب الباسل في العمليات الميدانية في اليمن، متصدراً الصفوف بكل تضحية، وإيثار، وإصرار لإرجاع الحق لأهله.
وها هو المولى القدير يمنّ عليه بالعودة من رحلة العلاج معافى سالماً إثر إصابته جراء سقوط مروحية تقله ورفاقه في شبوة اليمنية في أغسطس/ آب الماضي، الأمر الذي أدى لاستشهاد مجموعة من أبناء الإمارات الشرفاء الأبطال، وإصابة زايد، نجل فارس العطاء والإنسانية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
الوطن بأرضه وسمائه وقادته وشعبه يرحبون بعودة زايد الفخر والبطولة والتضحية والإيثار.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رأس المحتفين المرحبين بالشيخ زايد بن حمدان ورفقائه الأبطال، معبرين عن البهجة والسعادة الكبيرة بعودته الميمونة لأرض الوطن، فهو فخر شباب الإمارات، وسليل مجدها، وسمي مؤسسها، وخير من يمثل شجاعة ورجولة جنودها البواسل.
الإمارات من أقصاها إلى أقصاها سعدت بقدوم زايد إلى داره، الأبراج الشهيرة كبرج خليفة في دبي، وبرج أدنوك في أبوظبي، تزينا بصور البطل، واللوحات الإلكترونية في شوارع العاصمة رحبت بعبارات جميلة بقدوم الفارس المقدام، أما المبادرة الرائعة والثمينة فتمثلت في الأمر السامي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق اسم الشيخ زايد بن حمدان على شارع المدينة الأكاديمية في دبي، تقديراً لما قدمه من تضحيات ومواقف مشرفة في سبيل رفعة الوطن وإعلاء رايته.
عاد البطل إذاً، والعود «زايد»، ولله الحمد والمنّة، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «زايد بن حمدان أحد أبطال الإمارات البواسل، ورفاقه في ساحات الشرف هم خيرة شباب الإمارات في البذل والعطاء، نرفع هاماتنا فخراً بهم.. ولا خوف على وطن يضم أمثالهم».
فعلاً هنيئاً لنا بأمثال زايد بن حمدان، ورفاقه من جنودنا فرسان المعارك الذين يفخر برجولتهم وتضحياتهم وطننا المعطاء الكبير.
Ahmed.alhammadi707@gmail.com