عرس الشهداء
محمد سعيد القبيسي
يقول الله عز وجل
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
صدق الله العظيم
لم تسعفني الكلمات ولا الجمل في وصف ما قام به سيدي ووالدي ووالد كل الامارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان حين رأيته على شاشات التلفزة يطوف الامارات ومن خيمة عزاء الى الاخرى يعزي اسر الشهداء ويحتضن اباءهم وابناءهم ويوعدهم بالنصر القريب، ويزور الجرحى والمصابين في سائر مستشفيات الدولة يرافقه اخوانه الشيوخ ابناء زايد، لقد كانت المشاهد معبرة جدا جدا، يداه البيضاء تمسح على رؤوسهم وتحتضنهم ويقبل جباههم ويدعو لهم بالسلامة والشفاء، مهما كتبت من كلمات لن توفي حق لحظة من اللحظات التي قضاها سموه مع احد هؤلاء الجرحى والمصابين، فالفرحة بلقائه انستهم جراحهم والامهم .
لقد المنا خبر استشهاد جنودنا البواسل في اليمن، إن المصاب جلل وإن العين لتدمع والنفس لتخشع والقلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعزائنا ومواساتنا أننا نحسبهم عند الله شهداء وأنهم ارتقوا الى بارئهم احياء يرزقون، فقد دفعوا دماءهم ثمنا في نصرة المظلوم ورفع راية الحق ومساعدة المستضعفين في اليمن الشقيق.
هذه هي الامارات سباقة دائما في فعل الخير ونجدة المظلوم، وهؤلاء هم جنود الوطن ابناء الامارات الذين ضحوا بارواحهم الطاهرة في سبيل الله والوطن.
لقد ضرب شعب الامارات في (عرس الشهداء) المثل في الفداء والتضحية والشهادة في سبيل الوطن، هذه الروح التي تذكرنا بايات الشهادة في القران الكريم، ونحن اليوم امام معاني سامية تلاقت بها ارادة ومشاعر شعب مع قيادته الرشيدة التي ربطت نفسها مع شعبها بعلاقات فريدة ونادرة وحميمة في السراء والضراء، هي علاقة الاب بابنائه في الاسرة الواحدة والبيت المتوحد.
هذا هو جيل ابناء زايد المؤسس القائد الذي غرس القيم الاخلاقية والدينية والوطنية والمحبة الغامرة في قلوب ابنائه الشيوخ وفي ابناء شعبه كلهم على قلب رجل واحد يحزنون لفراق شهدائهم ويفرحون بما لقوا من اجر وثواب هذه الشهادة التي حفرت اسماءهم في التاريخ بحروف من ذهب، وبقرار من رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان حفظه الله صار لهم يوم باسم يوم الشهيد تحديدا في الثلاثين من نوفمبر من كل عام تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن أبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
ومن المقرر أن تقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الامارات والمقيمون فيها استذكارا وافتخارا بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الامارات التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.
نماذج كبيرة وشواهد عظيمة تملء اذاننا كل يوم وكل ساعة من ام واب واخ واخت وكبير وصغير وسائر الفئات من مواطنين ومقيمين على هذه الارض الطيبة يرغبون في سداد الدين ورد الجميل لهذا البلد المعطاء ومستعدون لتلبية نداء الوطن والواجب متى ما دعى الداعي ومستعدون وبرهن اشارة من سيدي ابوخالد.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته وجزاهم عنا خير الجزاء وحفظ الله الامارات وشعبها من كل مكروه