عقلك لن يعمل بدلاً منك
يقال بأن الأفكار لها مفعول السحر على واقعنا الحياتي، لذا يجب علينا أن لا نفكر إلا بكل ما هو متميز وعظيم، والسبب أن هناك ترابطاً دائماً بين الفكرة والواقع، فالعقل عندما توجهه للتفكير في أمر ما، هو يعتقد بأنك تسعى نحو هذا الجانب، لذا يجمع كل قواه لتحقيقه، بغض النظر عن رغبتك الحقيقية وسبب تفكيرك.
وإذا صحت مثل هذه الآراء فنحن فعلاً أمام معضلة حقيقية وكبيرة، لأننا دوماً نفكر في جوانب وأمور سطحية ولا فائدة أو طائل من ورائها، واهتماماتنا في الكثير من الأحيان تكون متواضعة ومتدنية مثل الرغبة في مشاهدة فيلم ما أو تحقيق تقدم في مضمار العمل ونحوه.
وقد يدهشكم أن هذا الجانب هو الذي يمسكه ويذهب نحوه البعض من المتحمسين لنظرية قوة العقل للدلالة على أنه لا يصل لقمة النجاح والتفوق إلا قلة، وهم في هذا السياق يشيرون نحو العظماء من المخترعين والمبتكرين ويسردون دوماً كلماتهم التي قيلت عن سر تفوقهم، مثل: لقد آمنا بنجاحنا، لقد صممنا، لقد جمعنا كل قوانا وركزنا على النجاح.. إلخ. وهذا دليل على أن فئة قليلة من يعرف هذا الجانب، وحتى لو كان الجميع يعرفون قيمة تناسق الأفكار مع الفعل، فإنهم قلة من يستطيعون تطبيقه، لأن الموضوع ليس في المعرفة وحسب، ولا في أن نعرف أو لا نعرف، بل في الممارسة المستمرة، وهو ما يعني أنك عندما تفكر في مشروع ما، تمنحه جل طاقتك، وليس هذا وحسب بل تمنحه جزءاً كبيراً من تفكيرك، مع أهمية أن تعمل عليه بدقة ومهارة، ومن هنا قد تحقق النجاح، لأن عقلك سيتفاعل ويتناغم مع رغبتك، وسيحضر بكل قواه لمساعدتك. في هذه النظرية جانب يمنحها بعضاً من المصداقية، وهو العمل وبذل الجهد، فلا يمكن أن أفكر وأفكر وأفكر، وأنتظر تحقق الإنجازات، هذا سيعتبر بمثابة أحلام ولا أكثر. عقلك نعم سيساعدك، ليس ليعمل بدلاً عنك، وإنما في مدّك بطرق وأساليب التفوق، وفي توليد الحلول لتذليل الصعاب، وفي إنارة الطريق نحو النجاح.
شيماء المرزوقي
shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com