مقالات عامة

علي بابا

هيا خالد الهاجري

لن نتحدث هنا عن قصة «علي بابا والأربعين حرامي» المعروفة لدى الجميع، والعبارة المشهورة «افتح يا سمسم» للولوج إلى الكنوز المخبأة، لكن سنتحدث عن الشاب الصيني الفقير الذي قال: «افتح ياسمسم» وفُتحت له أبواب النجاح والثروات، وأصبح مليارديراً ذائع الصيت في جميع أنحاء العالم، فما قصة هذا الشاب الطموح؟
اسمه جاك ما، وُلد عام 1964 في مقاطعة قريبة من شنجهاي بالصين، ونشأ في أسرة فقيرة، بدايته كانت بسيطة جداً، وهي تبدأ بحبه وشغفه لتعلم اللغة الإنجليزية التي كان يسمع السياح الأجانب يتحدثون بها، والذين كانوا يتوافدون بكثرة على مدينته.
جذبته هذه اللغة وتمنّى لو كان يتقنها، واعتمد على نفسه في تعلم هذه اللغة بأن يقوم كل صباح ولعدة سنوات، وينطلق بدراجته الهوائية ولمدة 45 دقيقة إلى أحد الفنادق لإرشاد السياح، ومحاولة الحديث معهم بالإنجليزية.
حاول دخول الجامعة لإكمال تعلم اللغة التي شغفته حباً، لكنه فشل في تجاوز متطلبات القبول بها، والتحق بأسوأ جامعة في مدينته، وبعد تخرجه فيها عمل معلم لغة إنجليزية براتب 15 دولاراً شهرياً، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل مترجماً، وهناك جرب لأول مرة العمل على محرك البحث ياهو، وتعّرف إلى عالم الإنترنت ثم عاد للصين من جديد، ونشأت لديه فكرة إنشاء موقع إلكتروني، واقترض من أجل ذلك مبلغاً وفعلاً أنشأه، ولكنه فشل فيه فأغلقه.
ولم يتوقف جاك وظل الحلم يراوده كل يوم وليله، حتى عام 1999 قام بدعوة 17 صديقاً له إلى شقته الصغيرة، وعرض عليهم فكرته الجديدة وهي إطلاق موقع «علي بابا»، وافقت الأغلبية من أصدقائه على الاستثمار، وجمع منهم مبلغاً ليبدأ التأسيس، وانطلق المشروع وبدأ العمل من شقة جاك، ولم ينتقلوا منها إلا بعد حصولهم على استثمار قدره 5 ملايين دولار.
واستمر العمل والتحسن والتطور عاماً بعد عام، وفي 2005 دخلت ياهو في شراكة مع «علي بابا» في صفقة بلغت مليار دولار، والآن جاك يمتلك ثروة تقدر بأكثر من 22 مليار دولار.
قصة جاك، قصة ملهمة جداً للنجاح.

haya171@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى