قضايا ودراسات

عمان والسلطان قابوس.. الحسيب النسيب

عبدالغفار حسين

في العيد الوطني السابع والأربعين لسلطنة عمان نتذكر يوم تولى السلطان قابوس سدة الحكم بعدما أخرج السلطنة من حال الفتن والفوضى إلى ميادين النهضة والبناء.
تولى السلطان قابوس بن سعيد، عام 1970، زمام الأمور في سلطنة عمان، والفتن على أشدها في الداخل والخارج، فمن الداخل ظل المغرر بهم من جماعات الفوضى تتطلع إلى تقسيم البلاد وتقطيع أوصالها، بغية الوصول إلى مغانم شخصية، ومن الخارج حفنة من الراديكالية المتطرفة التي اتسمت بالنضالية من أجل ما زعموه بتحرير الخليج والجزيرة العربية، وأغوت هذه المزاعم شباباً ضل بهم السبيل الجغرافي والمعرفي ورموا بأنفسهم في أتون الشرور وهم لا يدرون ما يفعلون..
وجاء السلطان قابوس المعروف بحكمته، يحمل في يمناه الحزم والعزم القويين في درء الشر مهما كان عاتياً، وفي يسراه التسامح والتغاضي والعفو عما مضى لمن يجنح للسلم ويطفئ نيران التعدي والبغضاء. وعندما عرف العالم هذا الشاب العربي العماني ذا العراقة في النسب والحسب، السلطان قابوس بن سعيد، وما يهدف إليه من إنقاذ بلده من براثن التخلف واللحاق بركب التقدم الحضاري ومحاربة أوبئة الجهل والتطرف والميول العدوانية، هلل العالم المتمدن له في كل مكان، وانتصر السلطان الحكيم ومن عاضده من أهل عمان، أهل السماحة والمروءة.. وخُذل الباطل، إن الباطل كان زهوقاً..
قال لي مرة، تريم عمران، الشخصية الإعلامية الإماراتية المعروفة، رحمه الله، أنه قرر في تلك الأيام الذهاب إلى مسقط لزيارة أصدقاء له كان قد تعرف إليهم أثناء الدراسة في القاهرة، تمهيداً لمقابلة السلطان قابوس وتقديم الرجاء له بالعفو عن بعض ممن غرر بهم من الشباب، ومنهم المرحوم أحمد الربعي، الكويتي المعروف.. فلما أتاحت الفرصة لي لمقابلة السلطان – والكلام لتريم – رجوته أن يسامح ويعفو عن بعض المعتقلين وسميت له أحمد الربعي، فقال جلالته لتريم، أأنت واثق من أن هؤلاء لن يعودوا إلى سلوك طرق الشر ؟.. قلت لجلالته هذا ما أعتقده، فأمر السلطان قابوس بإطلاق سراح الربعي وآخرين وقال لي، أنت تشكر على مساعيك، وثق بأننا لا نضمر لأحد شراً، ونرجو أن يسعى الجميع لخير أوطانهم..
وبمثل هذه الأريحية والعلو في السماحة ورجاحة العقل، مضى قابوس في بناء مملكته، ولم يمض سوى سنين قليلة لا تعد زمناً يذكر في أعمار الشعوب، حتى أصبحت سلطنة عمان، خير مكانٍ في الإعمار والتنمية والازدهار بخطوات ثابتة ورصينة..
وكان من أكثر حكام المنطقة وقادتها المناصرين والمعاضدين لخطوات السلطان قابوس الإصلاحية، الشيخان الجليلان، الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، وقدما لعمان الدعم في جميع المجالات، تأكيداً على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي يربط بين شعب الإمارات وبين الشعب العماني.. ومشى على نهج الشيخ زايد والشيخ راشد، قادة الإمارات ومسؤوليها حتى اليوم.. فتحية عطرة للأخوة الأعزاء في عمان وتهنئة بعيدهم الوطني السابع والأربعين..

agh@Corys.ae


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى