فلسفة

هيا خالد الهاجري
كلمة الفلسفة مشتقة من اللفظ اليوناني: «فيلوسوفيا»؛ وتعني حرفياً «حب الحكمة»، فالمقطع فيلو بمعنى (حب)، سوفيا بمعنى (الحكمة). والفلسفة هي دراسة العالم كالوجود والإنسانية والقيم، والإدراك لطبيعة الأشياء، والمعرفة، والعقل.
أشهر فلاسفة التاريخ، هم فلاسفة الإغريق الثلاثة الكبار: سقراط، أفلاطون وأرسطو، وسُمي عصرهم ب«العصر السقراطي»، وهو في الفترة من (322- 400) قبل الميلاد.
ومن أهم هؤلاء الفلاسفة الثلاثة، الذي جذب انتباهي وأُعجبت به هو الفيلسوف سقراط؛ وهو فيلسوف يوناني كلاسيكي، ولد في مدينة أثينا من أبوين من طبقة عادية، واتجه إلى تعلم الفلسفة ثم صار معلماً يُدرسّها في محال أثينا العمومية وبساتينها. ولطيب سريرته وفصاحته التف حوله الشباب؛ لينالوا من علومه الفلسفية، وكان من أكثر الرجال حكمة في العالم القديم. يُعد سقراط مؤسس علم الأخلاق في ذلك الوقت، وكان يوصي باحترام المرأة والرفق بالعبيد، وبر الآباء وتفضيل الخير والمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وكان يعتقد بوجود إله واحد خالق للكون.
وجعل سقراط للفلسفة غرضاً سامياً وغاية عظمى؛ وهي إصلاح السلوك والأخلاق للأفراد والجماعة.
ويقال، إنه هاجم أبناء عصره من الشعراء؛ لأنه رآهم غير مدركين لما يقولونه في أشعارهم ولا يوجهون الناس توجيهاً كالذي هو ينشده في طرح الحكمة والإنسانية، حتى أنه فضّل عليهم أصحاب الحرف والصناعات من عامه الناس؛ لأنه يصر على أن الفن يجب أن يُكرّس لخدمة الأخلاق، وأن الذوق والجمال يجب أن يؤدي إلى الخير لا إلى اللذة الحسية، وبسبب موقفه هذا ثار عليه الشعراء، وطالبوا بمحاكمته وحبسه، وقد ذكر أفلاطون، تلميذ سقراط، كيف قضى سقراط أيامه الأخيرة في سجنه دون أن تفارقه شجاعته محدثاً تلاميذه عن خلود النفس.
haya171@hotmail.com