قضايا ودراسات

قضية لا تقبل المساومة

ابن الديرة
رفض الخضوع للإرهاب ومقاومته والقضاء عليه، قضية حقوقية وإنسانية وضميرية لا تقبل أنصاف الحلول ولا المساومة، ولا يجوز التفاوض حولها فيتم القبول بأجزاء والتنازل عن أخرى بهدف الوصول إلى حلول توفيقية، توليفية، البعض من هنا والآخر من هناك، فعندما يصطدم الحق بالباطل لا مكان للالتقاء في منتصف الطريق، النصر للحق وأصحابه والفناء للباطل ومريديه والداعين له والمروجين لما ينتج عنه من أباطيل.
وهذا بالضبط ينطبق على الأزمة بين الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب وهي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، والتي اختلقتها الأخيرة بسبب سياساتها الهوجاء على مدى السنوات الماضية، الخارجة على القانون الدولي، والتي لا تحترم مبدأ عدم التدخل في ما يخص الدول الأخرى، وتنتهك سيادتها على أراضيها بوقاحة عجيبة.
الأصل أن الدوحة مرتبطة بالدول الثلاث الأولى بمواثيق مجلس التعاون، التي تنسق سياساتها الإقليمية والدولية، وتحاول الارتقاء بمكانتها بين دول العالم وتحالفاتها التي تمنحها قوة ومنعة، لكنها على خلاف ذلك كانت تعمل في الخفاء وبعض العلن على زعزعة استقرار دول المنطقة وكثير من دول العالم، ولا سلاح لديها سوى المال تشتري به المرتزقة والإرهابيين والتكفيريين فتظن أنها تمتلك أسباب القوة وقادرة على صنع السياسات وتحديد المسارات، وهي واهمة بما لا يدع مجالا للشك.
لا أحد يقبل أن يضحي بمكتسبات شعبه وطموحاته في مستقبل زاهر إلا فاقد المبدأ والدين والضمير، وهذا هو حال القيادة القطرية التي انزلقت في طريق اللا عودة والضياع وفقدان الهدف والبوصلة وتريد الضياع الذي تعيشه حالاً لكل الدول المكافحة التي نجحت بامتياز في شق طريقها الى المجد بما حققته لشعوبها وللإنسانية من إنجازات تبهر البعيد قبل القريب.
إصرار الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب ومعها كل القوى المحبة للسلام والداعية لتكاتف دول العالم من أجل خوض تحديات التطور واتجاه المجتمع البشري بخطوات سريعة نحو الثورة الصناعية الرابعة، على التصدي للسياسات القطرية الحمقاء المعادية للإنسانية، وترفض التفاوض معها على قضية لا تقبل التنازل ولا المساومة، فإما أن تثوب القيادة القطرية إلى رشدها وتتراجع عن دعم الإرهاب والإرهابيين، أو فلتتحمل تبعات سياساتها الرعناء المناقضة لمصلحة شعبها قبل أي طرف آخر.
الجميع مع الموقف الحكيم لقيادات الدول الأربع التي تتصدى بكل قوة للتنظيمات الإرهابية وداعميها بالمال والسلاح والتدريب والإقامة على حساب الشعب القطري الذي هو أحق بكل ريال تنفقه قيادته، بل تبدده في غير مصلحته، وبما يساهم في استمرار تدني مستواه المعيشي ومكانته التي يستحقها تحت الشمس.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى