قنواتنا الفضائية.. إلى أين ؟
إبراهيم الهاشمي
في نقاش مع مجموعة من الأصدقاء حول ما تقدمة قنواتنا الفضائية الإماراتية، وما إذا كان ما تبثه من برامج بمستوى الطموح، أجمعنا على عدم وجود برامج مميزة تشكل علامة فارقة في المشهد الإعلامي تجذب المشاهد للحرص على متابعتها، ووجدنا أن معظم البرامج المطروحة ترفيهية، وهذا لا يعني بالطبع غياب البرامج الجيدة، وإنما غياب التنوع الذي يجذب جميع الفئات، ويقدم ما يثري العقل والفكر والنفس وينمي المعرفة ولا يعتمد فقط على الترويح والفرفشة أو البرامج المقتبسة من البرامج الأجنبية، بالرغم من تأكيد أغلبية المسؤولين عن تلك القنوات بأن برامجهم حافلة بالتنوع والمحتوى الثري وأنهم يعتمدون على معايير ثابتة ترتكز على جودة المضمون والصورة الراقية والبحث عن طرق وأساليب مبتكرة للترويج، ويؤكدون على تقديرهم للمشاهدين سواء في الإمارات أو المنطقة العربية والعالم. ولو تابعنا تلك البرامج فلن نجد مما يقولون شيئاً سوى برنامج تراثي هنا وبرنامج طبي أو تكنولوجي هناك، ومع أهمية تلك البرامج إلا أن التنوع المذكور غير موجود.
فهل هناك برامج ثقافية تعنى بالمثقفين ونتاجهم الإبداعي وتسلط الضوء على الساحة الثقافية محلياً وعربياً وعالمياً؟
هل هناك برامج حوارية تناقش قضايا المجتمع ومشاكله؟
هل هناك برامج نوعية تسلط الضوء على الإيجابيات لتبرزها أو على السلبيات لإصلاحها؟
هل هناك برامج سياسية تساهم في توعية المشاهد بالقضايا ذات البعد العالمي وتسلط الضوء على قضايا الوطن والمواطن والأمة العربية؟
هل هناك أي برنامج اقتصادي يثري الوعي في هذا الجانب؟
هل قدمت قنواتنا من البرامج ما يُعنى بالواقع المعاش، أو من البرامج التي على تماس بشؤون المجتمع وتطلعاته، أو ما يعنى بتنمية الوعي والثقافة والمعرفة، أو يصب في إعداد المجتمع وتوعيته باستراتيجيات الدولة وخططها وتطلعاتها المستقبلية؟
هل ما يقدم على قنواتنا الفضائية يهتم بتغطية ساعات البث أو يهتم بنوعية ما يبث وما يمكن أن يساهم في تنوير وتوعية وتثقيف المشاهد بقضاياه ووطنه وأمته والعالم؟
لا ننكر أهمية البرامج الترفيهية لكن أن تكون هي الطاغية على المشهد البرامجي للبث فذلك فيه استخفاف بالمجتمع وأفراده وتنوع اهتماماته واحتياجاته.
إبراهيم الهاشمي
ibrahimroh@yahoo.com