قوة القراءة قوة في الحياة
للقراءة أثر سحري وكبير جداً، فهي توسع فعلاً مدارك العقل وتقوي حضوره، بل وتجعله قادراً على التعامل مع مختلف العقبات والصعوبات بحكمة. وكما يقال: تراكم الخبرات يفيد في مسيرة الحياة. القراءة تمكنك من الحصول على الخبرات اللازمة دون التقدم في العمر، ودون المرور على التجارب والاستفادة منها، لأنك ستجد في القراءة معيناً لا ينضب، ليس من خبرات الآخرين وحسب، ولا من تجاربهم فقط، وإنما ستجد حديثاً طويلاً مترابطاً عن مختلف الشؤون الحياتية التي تهمنا، فأنت ستجد في الكتب ضالتك المنشودة، وستجد فيها بغيتك والحلول اللازمة لمختلف مشاكلك. والأهم أنك بالقراءة تمنح عقلك مساحة واسعة من التحرك، وأقصد تحديداً أنك تعطي عقلك مضماراً يركض فيه ويتعود من خلاله على التفكير المتتالي، وهو ما يعني أن قواك العقلية تكون دوماً على استعداد ومتيقظة، ولن تحصل على هذه الميزة إلا بأن تكون لديك عادات في القراءة متواصلة ودائمة.
ولكن الأهم من هذا جميعه أن القراءة تمنحك الخيال وسعة الأفق للتفكير والابتكار، فلو كنت تشغل وظيفة ما، وفي اللحظة نفسها تقرأ بين وقت وآخر، وتوجهت لقراءة تتقاطع مع مهامك الوظيفية فإنك ستلاحظ مباشرة أنك بت تمتلك حصيلة معرفية واسعة في مجال عملك، هذه الحصيلة تعطيك مجالاً خصباً لتقديم مقترحات ومحاولة التطوير، وهو ما يعني في نهاية المطاف تميزك عن أقرانك.
لذا دوماً يجب علينا أن نصبر على روتين القراءة، فعند التوجه نحوها للمرة الأولى أو في البدايات، فمن المؤكد أنك ستعاني من الضجر والملل، ولكن بالتعود والتكرار، ستصل لمتعة المعرفة، خاصة إذا عرفت كيف تختار الكتاب الذي يناسبك.
قودوا أطفالكم منذ نعومة أظفارهم نحو النهم المعرفي، والذي لن يجدوه سوى في الكتب، عودوهم على القراءة وأن تصبح جزءاً من حياتهم اليومية، وثقوا بأنكم بهذه الفضيلة تكونون قد منحتم صغاركم القوة لمواجهة التحديات والعقبات مهما كانت.
شيماء المرزوقي
shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com