قولوا كلمتكم
شيماء المرزوقي
من أجمل ما تثيره فعالية مثل هذه التي نعيشها خلال شهر القراءة، كل هذا النقاش والحوار الذي يدور، وأيضاً ما يصاحب هذه المناسبة من محاضرات وندوات وورش عمل. إنها مناسبة من شأنها أن تغير سلوكات وتطور ثقافات وتعزز الكثير من القيم الجميلة وتخرج من قلوب الناس أجمل ما تحمله من الحب والخير، فالذي يقرأ يعرف ويدرك ويملك خبرات، وأيضاً يمكنه الاستفادة من جوهر وعمق القراءة، لكن الثلة أو النخبة أو الصفوة، التي تمارس هذا الفعل العجيب وتكتسب منه الخبرات والمعارف حان دورها في الحديث عن خبراتها وتجاربها وما منحتها القراءة، وهذه المناسبة من أعظم الأوقات. لذا من غير المبرر أن تجد مؤلفاً أو كاتباً دائم الاعتذار عن كل دعوة تقدم له ليلقي محاضرة أو أن يشارك في ندوة عن القراءة. ورغم أنني أدرك أن الظروف تمر بنا جميعاً وأن هناك عقبات قد تعيق البعض، لكن هل يمكن تبرير غياب تام لأسماء أدبية عن التفاعل النشط مع مثل هذه المبادرات الوطنية؟ إن مثل هذا الغياب خاصة عندما يكون بلا سبب يعد تنكراً وأيضاً أنانية يفترض بالنخبة الأدبية التنزه عنها.
إحدى الجهات طلبت مني قبل حلول شهر مارس، المشاركة في فعالية عن القراءة، ووجدتها فرصة لترشيح مجموعة من الأسماء لتشارك هي أيضاً، وبعد تواصل تلك الجهة معهم تم إبلاغي بأن من رشحتهم قد اعتذروا عن عدم المشاركة جميعاً، بحجة الانشغال وضيق الوقت. وكما سبق وذكرت فإننا جميعاً مشغولون بطريقة أو أخرى لكن المسؤولية الاجتماعية لها قيمتها وحتميتها ويجب أن يفسح لها بعض الوقت. نقدر ونعذر من هو مشغول، ولكن أفسح بعض الوقت لمجتمعك وناسك، فهذا واجب وطني وإنساني، إذا لم يقم الكتّاب والمؤلفون بالمشاركة في مثل هذه المناسبة وفي هذا الوقت، فمن الذي سيتصدر ويقوم بهذا الواجب؟ من هو المؤهل للحديث مع الناس عن قيمة القراءة والكتب، وعن أثرها العظيم والكبير؟ وكما قال المؤلف والمؤرخ والفيلسوف الأمريكي هنري ديفد ثورو: «الكتب هي ثروة العالم المخزونة وأفضل إرث للأجيال والأمم».
لكل مؤلف ولكل كاتب ولكل من يتذوق يومياً ما في الكتب من معارف وخصال عظيمة: قم بواجبك وتفاعلك بحب وكرم وطيبة، وقل كلمتك.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com