مقالات عامة

كأنها أمة أو وطن

ابن الديرة

تحتفل المرأة الإماراتية بيوم المرأة العالمي في الثامن من مارس/ آذار من كل عام، كونها اليوم، في صميم حركة التعليم والعمل والريادة، كما تحتفل بيومها الخاص في الثامن والعشرين من أغسطس/ آب من كل عام، كونها نصف المجتمع بل معظم المجتمع قدراً ومكانة وحضوراً وتأثيراً. لقد أسس لهذا والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع المرأة الإماراتية في مركزها ودورها، فكانت لها فرصة المشاركة الكاملة في بناء الدولة وتأسيس المؤسسات.
اليوم، في هذه المناسبة، حيث يحتفل العالم بالمرأة، تستذكر أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تاريخاً حافلاً من عطاء المرأة، ومن مجد المرأة، تاريخاً صنعه زايد الخير وما زال يشع ويهدي ويلهم، ولقد حققت سموها هدف الاحتفاء بالمرأة العربية حين قررت أن يكون شعار يوم المرأة الإماراتية المقبل «المرأة على نهج زايد».
للعبارة ما فيها من إيحاء يعيدنا إلى بواكير النهضة، حين التفت الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى أن تقدم الوطن إنما يكون بالرجل والمرأة، بالمرأة والرجل، ولا يمكن أن تقوم نهضة أو تنمية بأحدهما من دون الآخر، المرأة المؤمنة بالوطن، والتي تنذر عمرها لخدمته، هي المرأة على نهج زايد. المرأة التي تخلص وهي تتعلم ثم تخلص وهي تعمل هي المرأة على نهج زايد. المرأة المعلمة والطبيبة والمهندسة والمحامية والقاضية والكاتبة والإعلامية والوزيرة وعضو المجلس الوطني على نهج زايد، فزايد الخير أراد لها هذا المستقبل، وعمل على مدى السنين والعقود نحو تحقيقه، وها هو واقع شامخ في الواقع. ها هي المرأة الإماراتية في طليعة الموكب المسافر، بكل ثقة، إلى مستقبل الإمارات الأجمل.
المرأة الشريكة في بناء الحاضر والإعداد للمستقبل على نهج زايد، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رفيقة عمر ودرب زايد الخير، ترسل إلى كل امرأة إماراتية، وإلى كل أسرة إماراتية، رسالة زايد الخير، وهي تشتمل على معنى الوفاء الذي جسده زايد، وهو الآن بعض غرسه المثمر في مجتمع الإمارات.
حتى تحقق المرأة الإماراتية غرس زايد وحلم زايد، عليها أن تلتزم نهج زايد، وهو نهج يقوم على الجدية والحرص والإصرار، ويقوم على تسخير المال والجهد في ما يحقق الفائدة للمرأة والأسرة، وعلى إدارة الوقت بما يؤدي إلى استثماره والوصول لأفضل النتائج. المرأة على نهج زايد هي المرأة التي تتفانى في خدمة بيتها الصغير الأسرة، وبيتها الكبير الوطن، مدركة أن المسألة هنا مرتبطة ببعضها بعضاً ارتباط الشيء بنفسه، فلا تقدم على صعيد الوطن من دون التطور والتغير على مستوى الأسرة.
والمرأة الأم على نهج زايد، المرأة التي أصبحت أماً للشهداء، وقدمت دم أولادها الغالي فداء للأمة والوطن، وكأنها أمة أو وطن.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى