كتَّاب أجانب بروح الإسلام
ليس جديداً على القارئ العربي أن الكثير من الشعراء الروس والأوروبيين قد تأثروا بالدين الإسلامي، والثقافة الإسلامية وقيم التسامح والعدل والمحبة في هذه الثقافة.
وفي ألمانيا شغف الشاعر يوهان فولفجانغ غوته بشخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وله قصيدة بعنوان «ترتيلة محمد»، أما الشاعر الألماني الآخر راينر ماريا ريلكه، فيقول عنه الشاعر العراقي كاظم جهاد الذي نقله إلى العربية مباشرة عن الألمانية.. «..كان ريلكه قد عبر عن افتتانه بالثقافات الأخرى في أكثر من موضع، خصّ محمداً نبي الإسلام بقصيدة، وكان يعتبر تصوره الشعري للملائكة مستعاراً من الإسلام. ولمصر القديمة أثر واضح في تصوره للموت وللفاعلية الفنية، كما كتب من طليطلة وتونس رسائل يصرح فيها بانجذابه إلى الفضاء العربي – الإسلامي، بل أكثر من هذا يدين ريلكه في رسالته من تونس الحضور الاستعماري في البلاد».. «صفحة 52 من كتاب الساعات..».
«كتاب الساعات» = إذا أردت = كتاب خشوعي يقوم على مرجعيات أو فضاءات دينية، وساعات ريلكه أشبه بالصلوات.. قصائد مشبعة بنوع من الروحانية الشعرية التي تؤشر إلى كينونة هذا الشاعر المسكون برائحة الشرق.. ومن أجواء «كتاب الساعات» هذا المقطع:.. «.. وهي ذي الصلاة الأخيرة..//.. التي سيقولها لبعضهم البعض الرائون..//.. الله – الجذرُ أعطى ثماراً، فاذهبوا لتحطيم الأجراس.. هي ذي تقبل أيام أعمق، سكون..//.. تجمد فيها الساعة إبان ينوعها.. الله – الجذرُ أعطى ثماراً..//.. كونوا جادين وأبصروا..
استفاد الشاعر الروسي الكسندر بوشكين من القرآن، وبنى بعض نصوصه على السيرة النبوية، وله قصيدة بعنوان «الرسول»، ومن الظلال الروحية الدينية عند بوشكين، هذا المقطع.. «..صلِّ للخالق فهو القادر..//.. فهو يحكم الريح في يوم قائظ..//.. ويرسل السحب إلى السماء..//.. ويهب الأرض ظل الأشجار..//.. إنه الرحيم.. قد كشف لمحمد القرآن الساطع..//.. فلننساب نحن أيضاً نحو النور..//.. ولتسقط الغشاوة عن الأعين..».
الشاعر والقاص الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس غذى كينتونته الأدبية العملاقة بإشارات ورموز ثقافية دينية، والكثير من الشخصيات العربية والإسلامية، وفي نص له بعنوان «نشيد» تلوح روح عربية أو روح الشرق.. يقول.. «في ذلك الصباح رائحة لا تصدق..//.. تضوع في الهواء رائحة الزهور المتفتحة..//.. في الجنة..//.. على ضفاف الفرات..//.. يكتشف آدم زفير الماء العذب..//..».
تولستوي عملاق الرواية الروسية هناك من يقول على نحو تأكيدي إنه اعتنق الإسلام في آخر حياته، وسواءً أسلم لم يسلم، فإن القيم الإنسانية الرفيعة في أعماله الروائية، هي قيم لا تنفصل في نبلها وسموها عن روح الإسلام القائمة على التسامح، والعدل، والمحبة.
يوسف أبولوز
y.abulouz@gmail.com