قضايا ودراسات

كيس حلوى

استوقفتني هذه القصة الطريفة والملهمة في الوقت نفسه، وهي قصة حقيقية حدثت لسيدة كانت في المطار وأثناء انتظارها لرحلتها التي ستغادر بعد عدة ساعات ولقضاء وقت ممتع في الانتظار ذهبت لشراء كتاب تقرؤه وكيس حلوى تتسلى به.
وبينما هي جالسة في مقعدها ومندمجة في القراءة، لاحظت أن بجوارها جلست شابة صغيرة وكانت تمد يدها و تأكل من كيس الحلوى الذي كان موجوداً بينهما.
في البداية تفاجأت من تصرف هذه الشابة وانزعجت منها، أليس من الأولى أن تستأذن على الأقل؟ قررت تجاهل الأمر ولكن الحديث الداخلي بدأ يشغل رأس السيدة «لو لم أكن امرأة مؤدبة ومتعلمة لكنت استنكرت فعلتها وعنّفتها». والطريف أنها كلما كانت تأكل قطعه حلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضاً من الكيس نفسه، واستمر الوضع على هذه الحال حتى آخر قطعة والتي كانت من نصيب الشابة الصغيرة فابتسمت الشابة وقسمتها إلى نصفين فأعطت السيدة نصفاً بينما أكلت النصف الآخر.
قالت السيدة في نفسها: «يالها من وقحة وغير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني».
وبعد لحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد إقلاع رحلتها وذهبت إلى بوابة الصعود للطائرة، وبعد جلوسها في مقعدها في الطائرة أخرجت كتابها الذي معها من الحقيبة لتكمل القراءة، ولكنها صُدمت عندما كان كيس الحلوى الذي اشترته موجوداً في الحقيبة ولم تفتحه أصلاً، فقالت: يا إلهي، لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكاً للشابه وقد جعلتني أشاركها به.
حينها أدركت وهي متألمة، أنها هي التي كانت وقحة وغير مؤدبة وسارقة أيضاً، فكانت هذه الحكاية عبرة لها وللكثير الذين يتسرعون في الحكم على أحداث الحياة وعلى الآخرين.
فكّر أكثر من مرة قبل الحكم على الآخرين، واسمح بإعطاء الآخرين الفرص قبل أن تحكم عليهم بتفسير سيئ .
هيا خالد الهاجري
haya171@hotmail.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى