لا أحد أقوى من ضعفه
محمد خالد
هزيمتان قاسيتان مُني بهما العرب خلال ٦٠ عاماً:
عام ١٩٦٧ حيث خسر العرب ما تبقى من فلسطين في حربهم مع اليهود، حينها قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» ليفي أشكول: لقد أعلن العرب علينا «الكلام»، فأعلنا عليهم الحرب.. وكسبنا.
عام ٢٠١٧ حيث أنجزت إيران مشروعها الطائفي الرجعي باستكمال الهلال الشيعي الذي انتهى باحتلال عواصم ثلاث جمهوريات عربية: (العراق – سوريا – لبنان) وعينهم على الجمهورية الرابعة (اليمن)، وفي الحالتين أعلنت «إسرائيل» وإيران الحرب على العرب فردت عليهما بالكلام.. ووقعت الخسارة.
ويا ثالوث الخونة في اليمن: هنيئاً لكم إقامتكم المديدة في جهنم (إيران – الحوثيون – حزب الله).
* محاذير خاطئة
إذا قرر العرب حقاً أن يستيقظوا من غفوتهم فعليهم أن يتبعوا النصيحة العسكرية القديمة: «إن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم».
المطلوب: قيادة عربية موحدة بامتياز تكون قادرة على تشكيل قوة عربية موحدة قادرة على وقف المد الإيراني تمهيداً لهزيمته، وتوجيه ضربة صاعقة ضده على الجبهات كافة.
يجب عدم الوقوع في الفخ القاتل: «التعاون مع العدو الصهيوني لهزيمة الخطر الإيراني.. العروبة ليست ضد إيران بل ضد الخطر الطائفي الرجعي للنظام الحاكم حالياً في إيران، وفي هزيمة هذا الخطر الطائفي يجب الابتعاد عن شبهة الاستعانة بأي قوة أجنبية.. فليكن العنوان الأساسي هو: «العروبة العلمانية ضد الطائفية الدينية الإيرانية». حذار حذار من الاستعانة باالعدو الصهيوني للتصدي للخطر فهذا الانزلاق خطيئة كبرى لا تغتفر.. فهزيمة الهلال الشيعي يجب أن تكون عربية إسلامية معتدلة بحتة..
«إسرائيل» عدو «تاريخي» وخط أحمر لا يجوز التعامل معه تحت أي ظرف، أما الحكم الرجعي الطائفي في إيران فهو خصم «جغرافي» تجب هزيمته وتدمير مشروعه الإمبراطوري على حساب العرب.
* ثلاث شهادات تاريخية لرجال تاريخيين
هناك ثلاثة رجالات تاريخيون كبار عبروا عن شكوكهم في مصير «إسرائيل»: (عالم فيزيائي عبقري (آينشتاين) – ورجل دولة وقائد عسكري تاريخي (ديجول) – وسياسي محنك ذائع الصيت ووزير خارجية أمريكي (كيسنجر).
سئل ديجول عن سبب عدم زيارته ل«إسرائيل» فأجاب: «أنا لا أزور دولة مصيرها إلى زوال».
آينشتاين عندما عرضوا عليه أن يكون أول رئيس ل«إسرائيل» أجاب: «أنا لا يمكن أن أحمل جواز سفر مؤقتاً».
في مناسبتين خلال أقل من سنتين أعلن هنري كيسنجر عن تشاؤمه الأسود وشكوكه حول مصير «إسرائيل» بعد عام ٢٠٢٠.
من المؤسف حقاً أن توجد قيادتان فاشلتان عفا عليهما الزمن (فتح وحماس) أضرتا ضرراً بالغاً بقضية تحرير فلسطين وجب اختفاؤهما عن مسرح الأحداث وانبثاق قيادة ثورية صلبة لها مطلب واحد وهدف واحد هو تحرير كل فلسطdن وكنس «إسرائيل» من الوجود.
* أسوأ أنواع المخدرات هي الأحلام الممنوعة:
لنتذكر جيداً أن الأوطان تحرر بالدم لا بالحبر، وذلك ينطبق على بيت الشعر الشهير:
السيف أصدق أنباءً من الكتبِ
في حده الحد بين الجد واللعب
(أبو تمام)
يرسل هذا الترجيح رسالة واضحة للذين عناهم التحذير بالتالي:
من تعب فليسترح، ومن خاف فليختبئ، ومن ضرب الصقيع أطرافه فليتدفأ، ومن اصطكت ركبه، فإلى بيت العجزة، ومن هانت عليه نفسه هان عليه وطنه.
هؤلاء الذين ماتوا قبل أن يموتوا.
مطلوب للنصر قيادة تنطبق عليها الأوصاف التالية:
القيادة هي: شجاعة الاعتراف بالخطأ، الرؤية لتقبل التغيير، الحماس لشحن الآخرين – الثقة للخروج عن الخط عندما يذهب الآخرون في الاتجاه الخاطئ.
تذكروا جيداً ذلك الجحود القاسي الذي يمارس ضد المناضلين الصامتين:
عندما أكون مصيباً لا أحد يتذكر، وعندما أكون مخطئاً لا أحد ينسى.