قضايا ودراسات

لم تعد عروة في جاكيت الرجل

سادت قبل سنوات نغمة «البطلة عروة في جاكيت البطل»، وكانت الممثلات خصوصاً الشابات منزعجات من لعبهن دائماً دور الشخصية المساندة للبطل الرئيسي، ولا تجدن من يكتب لهن ليتحمّلن مسؤولية عمل كامل من ألفه إلى يائه، ويكون الرجل هو من يأتي بعدهن في تسلسل الأسماء والأدوار.
هذه المقولة لم تعد تصلح، إذ صار للدراما بطلاتها وكاتباتها ومخرجاتها ومنتجاتها أيضاً. المرأة تتحكم بكثير من الأعمال، وقد أثبتت قدرتها على تحدي الرجل بقوة في المجال الفني والتلفزيوني، وتقديم أعمال شديدة التميز.
في الدراما الخليجية والمصرية واللبنانية والسورية مجموعة أسماء تبرز في رمضان الحالي، منها في الإخراج: نهلة الفهد، هيا عبد السلام (في تجربة أولى)، كاملة أبو ذكري، مريم أحمدي، رولا حجة.. في التأليف: هبة مشاري حمادة، مريم نعوم، هالة الزغندي، سماح الحريري، إنجي قاسم، سماء عبد الخالق، مريم نصير، إيمان سلطان، منى الشمري، كلوديا مرشليان، كريستين بطرس، لين فارس، كارين رزق الله، نورا الدعجة، أمل عرفة، نور شيشكلي، ريم عثمان.. وفي التمثيل: حياة الفهد، سعاد العبد الله، هدى حسين، إلهام الفضالة، يسرا، ميرفت أمين، نيللي كريم، هند صبري، ياسمين عبد العزيز، غادة عبد الرازق، سمية الخشاب، روبي، دنيا سمير غانم، حورية فرغلي، ميساء مغربي، سيرين عبد النور، نادين الراسي، هيفاء وهبي..
قلم المرأة وعينها الإخراجية وروحها في التمثيل، لم تدر في فلك القضايا النسائية، ولم تنحصر في هموم المرأة وحياتها ومشاغلها. تلوّنت وتنوّعت لتشمل ألواناً مختلفة ما بين القضايا الاجتماعية والتاريخية، ونجحت في الكوميديا كما في التراجيديا.
المرأة في الفن لم تعد عروة في جاكيت الرجل، بل صارت هي التي تقدّمه وتتقدّمه أحياناً. لها بصمتها في الإخراج، ولمستها في الأزياء والديكور، ورؤيتها المميزة خصوصاً أنها استطاعت أن تأتي بالسينما إلى عالم التلفزيون، كما فعلت مثلاً كاملة أبو ذكري في «واحة الغروب» وكل الأعمال التي قدّمتها سابقاً. وحين تكون المرأة بطلة، فهي تتحمّل المسؤولية بجدارة.
حياة الفهد وسعاد العبد الله ويسرا، من أبرز النجمات اللاتي تكتب لأجلهن الأعمال، وحياة الفهد تشارك بنفسها في الكتابة والإنتاج وليس فقط في التمثيل. ومن الصف الثاني، أي الأصغر منهن سنّاً، هناك أسماء ناجحة جداً، حيث تعوّد الجمهور أن يكتفي بوجود بطلات من مستوى نيللي كريم وهند صبري مثلاً في أعمال، دون أن تستوقفه أسماء النجوم الداعمين للبطلة. نجمتان تطوّرتا في الأداء حتى وصلتا إلى حدود إشباع عين المشاهد، فيكتفي بوجود كل منهما في عمل ما، حتى ولو كانت هي الممثلة الوحيدة فيه.
لافت أيضاً، أن تقدّم المرأة أعمالاً تحمل قضايا سياسية مثل «غرابيب سود» (لين فارس) وقضايا تاريخية، وأن تخرج من كونها حسناء الشاشة فقط، لتكون شريكة في التأثير في الذوق العام، ورفع مستوى الفكر والوعي.

مارلين سلوم
marlynsalloum@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى