مؤتمرات.. بين التوصيات والتنفيذ
إيمان عبدالله آل علي
يقام يومياً الكثير من المؤتمرات والفعاليات التي تعد إضافة لأي قطاع يخصها، وتعنى بجوانب مختلفة من حياتنا، وملايين الدراهم تنفق على تنظيمها. هذا أمر مبهج، ويدعو إلى الفخر، بأن تضجّ بلادنا بالفعاليات، لكن القيمة الحقيقة تكمن في نتائج تلك المؤتمرات، ومدى الاستفادة التي يحققها الحاضرون، والمنجز الذي أفاد واقعنا.
شعارات رنانة، وكلمات مفعمة بالضوء، قد توصلنا إلى عنان السماء، لكن أين العمل الحقيقي، والخطوات الملموسة لتنفيذها، والفائدة المرجوة؟
شهدت الدولة عشرات الآلاف من المؤتمرات، في مختلف التخصصات، خلال السنوات المنصرمة، إلا أن ما تحقق على أرض الواقع دون مستوى الطموح بكثير، واقل مما يتردّد في النقاشات، فهل سعى القائمون عليها إلى تنفيذ التوصيات، فور انتهاء المؤتمر، أم نوّموها في الأدراج؟
تنفيذ التوصيات يتطلب من صناع القرار الحضور في تلك المؤتمرات، وحضور النقاشات والجلسات، وعدم الاكتفاء بإلقاء الكلمة الافتتاحية، وحضور مراسم الافتتاح، ومغادرة موقع الحدث، ويتطلب اتخاذ قرارات لمصلحة المؤسسات، والشعب.
كثير من التوصيات التي نقرأ عنها يومياً، تلامس مشكلات نتعرض لها، وتعالج قضايا حيوية في قطاعات مختلفة، وما يهم هو تطبيقها، وعدم إعادة صياغتها وطرحها من جديد في مؤتمر لاحق، وبعض القائمين على المؤتمرات يطرحون توصيات غنيّة وثرية، من دون توضيح آلية تنفيذها، ويبقى هدفهم الرئيسي المكاسب الإعلامية، والأرباح، من دون التركيز على الهدف الرئيسي من تنظيم المؤتمر، والسعي للوصول إلى حلول للمشكلات، وتبادل الخبرات العلمية.
بعضهم يعد تلك المؤتمرات هدراً للأموال، لأنه لا يقطف ثمارها، ولا يحصد تغييراً في واقعه، خاصة أن بعض الجهات المنظمة تركز على برنامج من دون النظر إلى الفائدة العلمية من المؤتمرات، على الرغم من أن أغلبية أوراق العمل التي تعرض خلال الجلسات تحمل مضموناً مهماً وتوصيات أهم، لو طبقت فسيكون لها مردود إيجابي على الجميع.
وجود المؤتمرات والفعاليات والمنتديات ليس ترفاً، بل ضرورة لتحسين حياتنا، وتبادل الخبرات، ومنح الشباب فرصة التدريب عبر الورش التي تنظم والدورات، وهي أجواء إيجابية؛ إذ إن هناك مؤتمرات أحدثت تغييراً، وطرحت حلولاً ونفذت في الواقع، وهذا المتوخّى والمأمول.
نأمل نحن جيل القرن الحادي والعشرين، بأعوامه المكتظة بالمشكلات والهموم، أن تكون هذه المؤتمرات، ترياقاً شافياً، لا مجرّد مسكّنات، يمّحي أثرها بعد سويعات. نحن في الإمارات نعيش عام زايد الخير، وبرامج تحقيق السعادة، فلتكن مؤتمراتنا وفعالياتنا، على قدر عزمنا.
Eman.editor@hotmail.com