قضايا ودراسات

مجلس التعاون خط أحمر

ابن الديرة
الكلام عن الشعب القطري الشقيق يمهد للكلام عن مجلس التعاون، فسعادة الشعب القطري غاية التحرك الخليجي نحو تجريم النظام القطري، وقيادات وشعوب الخليج تفصل تماماً، وبشكل واضح، بين الشعب والنظام في قطر، وهل شعب قطر إلا الإخوة وأبناء العمومة؟ الإجراءات التصعيدية تقصد النظام لا الشعب، وتؤسس لمرحلة جديدة من أمن واستقرار شعوب المنطقة، والشعب القطري ليس استثناء، بل هو في القلب والصميم.
نأتي إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يتوازى حديثه، بالضرورة، مع الأزمة المحتدمة الآن، وفي حديث المجلس نقاط عدة، أولاها التشديد على أن مجلس التعاون، فكرة ووجوداً، حاضراً ومستقبلاً، خط أحمر. علينا جميعاً المحافظة على هذا المجلس الذي كان، عبر العقود، صمام أمان منطقتنا، ومظلتها الأمينة الجامعة، ففي ظل مجلس التعاون تحقق ويتحقق اللقاء الخليجي في المفهوم الشامل، سواء على مستوى القمة أو على مستوى منظومة الوزراء وفق اختصاصاتهم ومجالاتهم، ويستطيع المتأمل في تاريخ المجلس أن يعرف الكثير من أثر وخطر مجلس التعاون في الشأن الخليجي خصوصاً، والشأن العربي عموماً، بدءاً من تحقيق المواطنة الخليجية، وتسهيل تنقل وحياة المواطنين في وبين الدول الأعضاء، بما في ذلك سهولة عمل العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، والمشتغلين لأنفسهم من أطباء ومهندسين ومحامين ومحاسبين وإعلاميين إلى آخره، بالإضافة إلى إسهام المجلس في خلق بيئة مناسبة للتجارة البينية وقطاع رجال الأعمال، وصولاً إلى التعاون الناجح على صعد رسمية في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد.
وتكفي جزئية اللقاء تحت مظلة المثابرة والانتظام. لذلك لا بد من التشديد على ديمومة المجلس وضرورة استمراره وتنميته، وأنه، محدداً، خط أحمر.
ولأن مجلس التعاون خط أحمر، فغير مسموح لأي من أعضائه، والحديث للجارة قطر، العبث بمفهوم المنظومة أو الخروج عليها، على ثوابتها ومبادئها وأهدافها، وهذا طبعاً لا يعني أن تكون دول المجلس، في السياسات والأدوار، نسخاً كربونية عن بعضها البعض. لا أحد يريد ذلك أو يطمح إليه، وبعض الأصوات الذي يتردد في الجانب القطري مردود عليه: معلوم أن قطر، كغيرها، دولة مستقلة ذات سيادة، لكن مطالبتها بعدم الإساءة إلى غيرها ليس فرض وصاية، فما لكم كيف تحكمون؟
الغريب أن ذلك يردد لا في الإعلام الشاذ أو وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل يصل إلى بيانات وزارة الخارجية القطرية بجلالة قدرها، والأصل في وضع الأمور في موضعها الصحيح من دون مبالغة أو تهويل، فعلى قطر العمل إيجابياً داخل منظومتها، والانصراف إلى التنمية والمستقبل كشقيقاتها، بدلاً من إنفاق الميزانيات الطائلة من أموال الشعب القطري المظلوم على الإرهاب.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى