مخالفة ب 7 دراهم
محمد سعيد القبيسي
عنوان يتسم بالغرابة والتساؤل عن سر ال 7 دراهم قيمة هذه المخالفة في الوقت الذي تكون فيه الكثير من المخالفات بمئات الدراهم، وهو بالفعل ما اصابني بالدهشة والاستغراب من قيمة هذه المخالفة ولكن اذا عرف السبب بطل العجب وهو ماعرفته وساتطرق له لاحقا، كان ذلك في لقائي مع احد الاخوة المتقدمين لحصولهم على رخصة قيادة مركبات حيث يتطلب من المتقدمين للحصول على رخصة قيادة حضور عدد معين من المحاضرات في القواعد المرورية، وفي حديثه وهو يقول بان احد المدربين كان يشرح انواع المخالفات وقيمها و اخبرهم بان هناك مخالفة ب 7 دراهم, حقيقة لم ابحث عن مصدر هذه المخالفة ولكن اعجبني المبدء، ولمن يتساءل عن نوع هذه المخالفة لابد ان اخبركم بانها هذه المخالفة هي لمن يستخدمون (النسواراو البان) من الاسيوين وهو نوع من انواع التبغ يوضع في الفم ويجعل من يستخدمه يبصق على الارض دائما (اجلكم الله) مما يسبب تلون الارض او الجدار باللون الابرتقالي او الاخضر، ومما سمعت بان من يضبط بهذا الفعل تحرر له مخالفة ب 7 دراهم فقط، قد تلاحظون بانها قليلة الثمن ولكنها ثقيلة في التسديد حيث ان المخالف يقوم بتسديد درهم في كل امارة ودون توكيل اي شخص ينوب عنه ونعلم جميعا الوقت والمسافة التي عليه ان يقطعها لسداد هذه المخالفة.
بعد تفكير طويل في الكثير من المخالفات التي يقوم بها البعض وخصوصا السائقين وجدت ان بعض المخالفات لا تجدي نفعا مهما وضع لها من ثمن او حجز المركبة لان الكثير قادر على دفعها وايضا يملك اكثر من سيارة واخص هنا ماشاهدته قبل ايام وفي زحمة الصباح ان هناك بعض من السائقين يستغل كتف الطريق لتجاوز الزحمة مما جعلهم يتسببون في زحمة اخرى معرقلين احدى سيارات الاسعاف التي تحاول ان تمر باسرع وقت وهي على الاغلب تحمل شخص مصاب او مريض بحاجة الى ان يصل الى المستشفى او انها في طريقها الى حمل مصابين، ان الدقيقة الواحدة في تاخير سيارة الاسعاف تمثل حياة احد الاشخاص الذي قد لايكون مهما لهذا السائق الارعن والذي ضرب بقانون الطريق عرض الحائط باستخدامه لكتف الطريق ولكنها مهمه لحياة اسرة باكملها قد يكون هو معيلها الوحيد.
وهذه ليست المخالفة الوحيدة بل هناك مخالفات كثيرة ولكني ذكرتها هنا لاهميتها في حياة اشخاص اخرين، لذلك لابد من وضع قانون لمثل هذه المخالفات كما في المخالفة السابقة (ان كانت موجودة) ليعرف ويفكر هذا الشخص في حجم مخالفته ولتكون له كعقاب يجعله يفكر مرات كثيرة قبل ارتكاب مثل هذه المخالفة او اي مخالفة اخرى.
ولايسعني هنا الا ان اقدم كل الشكر لرجال الشرطة على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها في جعل طرقاتنا امنه وتعاملهم بكل احترافية مع حوادث المرور ويقظتهم الدائمة لرصد المخالفين.