ملتقى الأديان في أرض المحبة
ابن الديرة
اجتمع على أرض الإمارات، وفي عاصمتها الحضارية الراقية، أبوظبي، عشرات من القادة الروحيين لجميع الأديان والمذاهب والطوائف، من مختلف دول العالم، هدفهم وطموحهم، ومسعاهم، أن تتحالف هذه الأديان، وتجتمع على كلمة الخير والمحبة، وركيزتها الأولى، الطفل وكرامته، في هذا العالم المترامي الأطراف، المسمّى العالم الرقمي.
ففي العاصمة أبوظبي وتحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انعقد أمس ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات.. كرامة الطفل في العالم الرقمي»، وقال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، في كلمته الافتتاحية في الملتقى «نجتمع هنا، على نهج أسلافنا، ومقتدين بأعز بني البشر، الأنبياء والرسل والصالحين، الذين جاؤوا إلى البشرية بلغة السلام والتعايش والمحبة، فكانوا قدوتنا ومناراتنا وهدينا للطريق والصراط المبين».
وما سعت الأديان أو هدفت إلى التفرقة بين البشر ونبذ الآخر المختلف، وكرهه، والعمل على إزالته، واجتماع هؤلاء القادة الروحيين مهتدين بنهجهم، لما فيه خير البشرية جمعاء، ومعهم، كل محبي الخير في العالم.
إن هذا الملتقى بأهدافه النبيلة، يأتي تثميناً لدور الإمارات الريادي وسمعتها المرموقة في تعزيز الحوار، وترسيخ قيم الاعتدال والتعايش السلمي بين شعوب العالم.
وأن يعمل هؤلاء القادة الروحيون، على حماية الطفل في عالم اليوم المفتوح بأفق واسع على أخطر معالم التقنية، وهي المجال الرقمي الذي تستطيع به، بضغطة زرّ، أن تغيّر واقعاً، أو تخلق أمراً يتسبّب في مشكلة أو بلاء، وضحاياه، للأسف، أكثرهم من الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، أو يسهل خداعهم، والمؤسف أكثر، أن أولياء أمورهم، بعيدون عنهم، أو منشغلون بأمور، يرونها أكثر أهمية.
هؤلاء المحبون للصلاح والفلاح، ويحرصون على بثّ الروح الإيجابية في مواجهة السلبية، هم الذين ينادون في هذا الملتقى، إلى أن تكون لأطفالنا الأولوية في الرعاية والعناية والاهتمام. في أرض إمارات الخير عمل لا يهدأ، ونشاط لا يخبو لحماية الإنسان وتحقيق سعادته ورفاهه، بقيادة أسس قيمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فسار على نهج حب الخير والإنسانية، لأنه اقتدى بروح الأنبياء ونهجهم.
450 من قادة الأديان، مجتمعون لمواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطرة، فضلاً عن تعزيز الجهود والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات وخاصة النشء، من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية، ويحظى الملتقى بدعم ومباركة من مؤسسات دينية مرموقة في كل أنحاء العالم.
في أرض الإمارات ننعم بالمزيد من الأمن والاستقرار والاطمئنان.
ebnaldeera@gmail.com