مقالات عامة

من الإلكترونية إلى الذكاء

شيماء المرزوقي

دون شك معظم دول العالم تسابق في مضمار التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وعلى الرغم من أن عالمنا العربي يعاني تعثراً واضحاً في هذا المجال، حيث تجد بعض دوله ما زالت تدور في رحى الأمية ومعالجتها، وأقصد أمية القراءة والكتابة؛ إلا أن هناك دولاً حققت قفزات كبيرة في مضمار التطور التقني والمهني، وصناعة المحتوى وتوظيفه لخدمة مجتمعاتها.
والإمارات لم تكن بمعزل عن مثل هذا الحراك، وخطت مسيرة واضحة في السعي نحو تقنيات الاتصالات وتوظيف الإنترنت، لخدمة مفاصل وأرجاء الوطن، وحرص قيادتنا الرشيدة على أن تكون الإمارات واحدة من أهم دول العالم في مجال العلوم والتقنيات الحديثة، وتسخيرها لتكون في خدمة المجتمع وتطوره، ولتكون بلادنا أيقونة على مستوى العالم بأسره، ومثل هذا التوجه كان واضحاً منذ وقت مبكر، عندما بدأت شبكة الإنترنت تغزو العالم.
وعلى الرغم من أن بدايتها في التسعينات لم تكن ملهمة ومن غير المعروف مستقبلها، إلا أن الإمارات كانت واحدة من دول قليلة جداً على مستوى العالم، اهتمت بهذه الشبكة العالمية، لدرجة أنه تم في عام 2000 إنشاء الحكومة الإلكترونية، وتم وضع نظامها وطريقة عملها، ونجحنا في غضون أعوام قليلة في استخدام التقنيات الحديثة في مختلف مفاصل العمل الحكومي، وبالتالي تحقق نجاح بالغ ومهم في التسهيل على المواطنين والمقيمين، للحصول على الخدمات.
لم تتوقف حركة التطوير في مختلف الخدمات الإلكترونية، وقبل بضعة أشهر أطلقت حكومتنا مبادرة يوم بلا مراكز خدمة، بهدف الحصول على الخدمات وإجراء المعاملات الحكومية عبر التطبيقات الذكية، أو مواقع الإنترنت، والاستغناء تماماً عن مراكز الخدمة التقليدية.
ولقيت هذه المبادرة نجاحاً كبيراً، لدرجة أنه أصبح ملاحظاً قلة في أعداد من يزورون مراكز الخدمات من المراجعين، وكانت فرصة للتعريف بالتطبيقات والمواقع التي يمكن لأي مراجع إنهاء خدمته التي يريدها منها، دون زيارة مقر الجهة التي تقدم تلك الخدمة.
وبدأت بلادنا مرحلة حقبة جديدة، هي مرحلة الذكاء الاصطناعي، واللافت أننا نحقق سبقاً وتقدماً يبشر بكل خير ولله الحمد.. مستقبل بلادنا إبداع وابتكار وتقدم وخير وسعادة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى