مواجهة دولية للإرهاب
ابن الديرة
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة مواقفها المبدئية الثابتة، الداعية لمكافحة الإرهاب ودحره وتجفيف منابعه، لأنه يستهدف تقويض استقرار الدول وأمنها الداخلي، والقفز على إنجازاتها التنموية، وإعادة قاطرة التاريخ إلى الخلف، وتهديد السلم العالمي، لصالح سياسات هوجاء، ضيقة المصالح، وأنانية، لا تخدم البشرية من قريب أو بعيد.
وأشاد بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ونجاح قوات الأمن فيها في القضاء على ثلاثة من المخربين، الإرهابيين، متهمين بارتكاب جرائم قتل إرهابية وجنائية ذهب ضحيتها عدد من رجال الأمن السعوديين.
والحقيقة التي لا بد للمجتمع الدولي أن يتبصرها بعناية، ولا ينظر إليها بنصف عين، أن الإرهاب لا وطن له، لا جغرافيا ولا عقيدة أو ارتباط إلا بكل المواقف المعادية للدول والشعوب، ولا يستهدف دولة بعينها، ولا ينتقم من شعب معين، فالفكر الإرهابي أممي، يطال قارات العالم جميعها، وهذا الوضع بالضبط يستدعي أن تكون مواجهته أممية أيضاً.
ليست هناك دولة واحدة محصنة ضد الإرهاب وبعيدة عنه، فالفكر الأسود يعاني منه الجميع، وأية دولة تتخذ موقفاً مغايراً ستجد نفسها عاجلاً أم آجلاً في المواجهة، وستكتوي بنار المتطرفين، ولنا في دول متقدمة خير مثال واضح وجلي، عندما عانت من الاستهداف الإرهابي في الوقت الذي اعتقدت خطأ أنها بمنأى عنه، ولن يصل إليها.
لذلك، مواجهة الإرهاب والإرهابيين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون وطنية، ولا حتى إقليمية، بل عالمية بامتياز، تشارك فيها جميع الدول، كل واحدة حسب معطياتها وإمكانياتها وظروفها، والمهم أن تبذل جهودها بداية، وتنسقها لتكون أكثر فاعلية، ونتائجها مثمرة.
إن الإمارات وهي تستنكر كل الاعتداءات الإرهابية أينما وقعت، فإنها تعمل في الوقت نفسه مع الأسرة الدولية، على مكافحة الإرهاب والتضييق على رعاته ومحتضنيه ومروجي أفكاره السوداوية المدمرة لكل إنجاز بشري، ولن تسمح باستمرار بعض الدول والجهات في إسناد جماعات تستهدف أمن واستقرار الدول، وتعمل بوجه قبيح مكشوف على إعاقة تحقيق مزيد من الإنجازات التنموية الباهرة، تنفيذاً لفكر مريض، يعادي البشرية بحقد أسود.
العنف والإرهاب يستهدف خراب ودمار الدول ومصالحها وإنجازاتها، بما يفرض على الجميع حشد كل القوى للقضاء عليه، بدءاً من كشف سوداوية أفكاره المتطرفة، مروراً بتحصين المجتمعات ضدها، وتجفيف منابع التمويل والتدريب والاحتضان، سواء كانت من جماعات أو دول، فكلها معادية، إلى المرحلة الحاسمة في النجاح أمنياً في القضاء على عصابات الإجرام والإرهاب إلى غير رجعة.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae