مواقع «خطرة»
3 مليارات حساب وهمي على «فيسبوك» أغلقها مزود الخدمة في الشهور الستة الماضية (من أكتوبر حتى مارس).
شركة «فيسبوك» تقول: إنّ مليارين و400 مليون شخص يستخدمون الموقع شهرياً، عدا معظم الحسابات الوهمية التي تحذفها الشركة، وتقدّر أن 5% من الحسابات النشطة على الموقع شهرياً وهمية.
الشركة تقول، كذلك، إن الزيادة في إنشاء الحسابات الوهمية هي التحدي الأكبر الذي تواجهه، لمقاومة هذه الحسابات وإلغائها، خاصة أن «المستخدمين الذين ينشئونها هدفهم نشر رسائل غير مرغوب فيها، وأخبار كاذبة، وغيرها من المواد المخالفة».
هذا الخبر معناه أن هناك 3 مليارات محاولة، وأدتها الشركة المزودة للخدمة، حاول أفراد أو شركات أو جماعات إنشاء حسابات وهمية، لبث «السمّ» أو الإيقاع بين الناس، أو إشعال أزمات.. وغيرها الكثير.
ولا أخمّن أن شخصاً ما أو شركة أو جماعة تودّ إنشاء حساب وهمي، لبث أخبار شخصية أو أخبار أسرية، أو أن الجماعة التي تدير هذا الحساب لديها رسائل توعوية وإرشادات وأمور تخص الدين أو الحياة الاجتماعي أو شؤون الأسرة؛ بالتأكيد وراء محاولات إنشاء هذه الحسابات نفوس يملؤها الظلام والشرّ.
هذه الحسابات الوهمية يمكن استخدامها أيضاً بوجوه عدة وطرق كثيرة؛ فهي وإن كانت أداة للإيقاع بين الناس وبثّ الكراهية عبر إرسال رسائل نصية أو مادة فلمية مسمومة، يمكن أن تكون أداة نصب واحتيال، وهو ما حذرت منه وزارة الداخلية غير مرة، بطلبها من العامة عدم التجاوب مع أفراد يديرون حسابات مزيفة، عبر مواقع التواصل، تنتحل أسماء شخصيات معروفة في الدولة، للنصب والاحتيال الإلكتروني، إذ يوهم الضحايا بإمكانية فوزهم بجوائز مالية، أو الحصول على مساعدات إنسانية، مشددة على أنها تتابع هذه الحسابات التي تنشأ خارج الدولة، وتتخذ الإجراءات القانونية، بالتعاون مع الجهات المعنية.
«الداخلية» قالت أيضاً: إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مسرحاً لارتكاب جرائم النصب والاحتيال، التي تتطور أشكالها يوماً بعد يوم، مواكبة للتطور التكنولوجي، وزيادة أعداد المستخدمين في العالم.
في المجمل، حروبنا المقبلة أخطر مما نتصور، أدواتها متوافرة ومجانية، ولا تحتاج إلى أكثر من هاتف نقال مزود ب «النت»، والبدء بالإساءة إلى الآخرين وإرسال الذم والقدح بينهم، أفراداً كانوا أم جماعات ودولاً، وكلنا نذكر حجم الدور الذي لعبه «فيسبوك» في حركات ما سمي بالربيع العربي، وكيف أن رسالة واحدة كانت تصل إلى مئات الملايين، في اللحظة نفسها.
كل هذا الخطر تقابله شركات تجارية، يمكن وللأسف الشديد التحايل عليها بإنشاء هذه الحسابات بكل سهولة ويسر، هي تعلمه وتوفر أدواته أيضاً.
إزاء كل هذا، فإن مسألة «مواقع التواصل» باتت توجب الحذر منها، والتوعية من مخاطرها حتى لو تطلب الأمر إلى جعلها أنشطة لا منهجية تعطى للطلبة في المدارس.