قضايا ودراسات

نتائج هزيلة لحرب أفغانستان

فيجاي براشاد *
الحرب الأمريكية في أفغانستان ستدخل قريباً سنتها السادسة عشرة، من دون أن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق الأهداف التي كانت وراء تدخلها العسكري هناك.

خلال هذه الفترة، فقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها ما يقرب من 3000 جندي، في حين قتل عدد غير معروف من الأفغان. والرقم الرسمي للخسائر البشرية الأفغانية، وهو أكثر من 150 ألفاً، يقل كثيراً عن الواقع. وفي كل عام، كما تظهر أرقام بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، تتزايد نسبة النساء والأطفال في الأرقام الرسمية لعدد القتلى. ونسبة كبيرة من القتلى تنتج عن القصف الجوي.
وتقول مصادر أفغانية رسمية إن عدد قتلى الحرب لا بد أن يكون قريباً من المليون. وفي الواقع، الخسائر البشرية ضخمة. وفي 2016، فرّ أكثر من نصف مليون شخص من ديارهم بسبب النزاع. ومن بين سكان أفغانستان، الذين يقدّر عددهم ب 32 مليوناً، نزح نحو مليونين داخل البلاد بسبب النزاع، في حين أن عدد اللاجئين الذين فرّوا من البلاد خلال نحو 40 سنة من الحروب يبلغ حوالي ثلاثة ملايين. وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، وجدت «يوناما» أن حوالي 90 ألف أفغاني نزحوا داخل البلاد.
وقد بدأ «هجوم الربيع»، الذي يشنّه مقاتلو طالبان في مثل هذا الوقت من كل عام، عندما قامت حفنة من المتمردين في 21 إبريل/‏‏نيسان بالتسلل إلى قاعدة للجيش الأفغاني في ولاية بلخ بشمالي البلاد. وقتل 140 جندياً أفغانياً في هذا الهجوم الساحق الذي جاء بعد أسبوع من إلقاء الولايات المتحدة «أم القنابل» (التي تزن 9798 كلغ) في ولاية ننجرهار بشرقي البلاد. ويبدو أن هجوم طالبان على قاعدة بلخ كان رداً مباشراً – وساخراً – على استخدام «أم القنابل».
وفي الوقت الراهن، تسيطر طالبان على أكثر من 40 % من أفغانستان. ومقاتلوها يمكن أن يسيطروا قريباً على جنوبي البلاد، ما يجعل الحدود الجنوبية لأفغانستان المحاذية لباكستان تحت سيطرة طالبان.
وقد أبلغ دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، مجلس الشيوخ الأمريكي بأنه «من المؤكد تقريباً أن الوضع السياسي والأمني في أفغانستان سيتدهور خلال الفترة من الآن وحتى 2018». وما قصده كوتس هو أن حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني والجيش الأفغاني لن يستطيعا ضمان المصالح الأمريكية، وأن طالبان ستواصل على الأرجح تحقيق مكاسب.
ودعا قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون إلى إرسال عدة آلاف من الجنود الأمريكيين كتعزيزات إلى أفغانستان. وتلا ذلك تسرب أنباء إلى وسائل الإعلام الأمريكية، أفادت أن البيت الأبيض سيرسل ما بين 3000 و 5000 جندي إضافي.
وخلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، لم يثر أي من ترامب أو منافسته هيلاري كلينتون مسألة الحرب الأمريكية في أفغانستان. وهذه الحرب تكلف الولايات المتحدة ما لا يقل عن 23 مليار دولار في السنة، في حين أنفقت الولايات المتحدة حتى الآن 117 مليار دولار على «إعادة إعمار أفغانستان».
وأصدر المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، وهو أمريكي يراقب إنفاق الأموال الأمريكية، 35 تقريراً حتى الآن. وتكشف هذه التقارير عن وقائع مفجعة. فهي تظهر أن الفساد المتفشي على نطاق واسع عطل عملية إعادة الإعمار، حيث لا يمكن رؤية إنجازات تذكر نتيجة لإنفاق مليارات الدولارات. وعلى سبيل المثال، هناك مبان شيدت بالأسمنت «ذابت تحت المطر» – حسب تعبير أحد تقارير المفتش العام. كما أن مساعدي المفتش العام وجدوا أن 30 % فقط من تلامذة المدارس الذين أدرجت أسماؤهم في السجلات الرسمية يحضرون فعلاً الصفوف، في حين أن معظم المدرسين المسجلين «غائبون».
* أكاديمي هندي وصحفي ومعلّق يعمل بروفيسور الدراسات الدولية في جامعة ترينيتي في الولايات المتحدة – موقع «كاونتر بانش»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى