نحن بنات زايد
منى البدوي
عندما تترجم المرأة المواطنة الأقوال إلى أفعال، وتحوّل الأحلام إلى واقع، وتنجز مهامها في مختلف المجالات بنجاح وتميز وإبداع وتمتلك القدرة على التنافس والجرأة على خوض جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية، فإنها تقول بلغة مفهومة للعالم بمختلف أطيافه وأجناسه وبكل فخر «نحن بنات زايد».
إن وجود الفتيات الصغيرات اليانعات وأيضاً ربات البيوت في المعارض التجارية يقفن في الأجنحة المخصصة لهن بكل ثقة في المعارض التجارية التي يتم تنظيمها، ويباشرن بأنفسهن عمليات البيع والعرض والترويج، مشاهد تثير الانتباه والإعجاب في آن واحد، حيث تتكشف من خلال تلك المواقف، المواهب والقدرات الكامنة في أعماق الفتاة المواطنة وإمكانياتها وقدراتها على الإنتاج بطرق وأساليب مبتكرة ومستويات عالية الجودة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة في السن أو حديثة العهد في الميدان.
وما يؤكد ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنات المنخرطات في مجال التجارة خارج نطاق المنشآت التجارية سواء كان من خلال ممارسة الأنشطة التجارية بعد الحصول على رخصة تاجر أبوظبي التي لا تتطلب شرط تقديم عقد إيجار وعقد تأسيس في مرحلتها الأولى وتقتصر على المواطنين، أو من خلال المعارض التجارية أو مواقع التواصل الاجتماعي، مساعي أغلبيتهن للابتعاد عن التقليد أو نسخ تجارب مماثلة ناجحة، وسعيهن لإيجاد بصمات خاصة تميز المشروع.
ومما لا شك فيه أن الدعم الكبير واللامتناهي الذي تقدمه القيادة الرشيدة حفظها الله للمرأة المواطنة مادياً ومعنوياً، والتسهيلات المقدمة من قبل الجهات المعنية والإمكانيات المتاحة، والعزيمة والطموح والإصرار المجبولة عليها المرأة والبيئة الاقتصادية الخصبة الآمنة، جميعها وغيرها عوامل ساهمت في اجتذاب عدد كبير من المواطنات اللاتي تلوح أمامهن أحلام خوض عالم التجارة، ليجدن الأبواب مشرّعة والتسهيلات مقدمة وكل ما عليهن هو الابتكار والإبداع والقدرة على المنافسة في ظل وجود عدد كبير من الممارسين للأنشطة التجارية.
ويكشف تجاذب الحديث مع التاجرات من ربات البيوت، عن عمق الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع والأسرة، ومدى تمسكها بعاداتها وتقاليدها وموروثاتها، وأيضاً ارتفاع مستوى الوعي بالعديد من مقومات وعناصر العمل التجاري والأسباب المؤدية إلى نجاحه واستمراريته، واتساع معرفتها بنظرية العرض والطلب، بالرغم من أنها لم تتوجه إلى دراسة الاقتصاد في الجامعات، وهو ما يمكن تفسير أسبابه بالتنشئة السليمة الواعية المتكاملة والمدركة لعوامل التطور المحيطة، وهو ما حرصت عليه القيادة الرشيدة ووفرت سبله ومقوماته لجميع أبناء الدولة.