نريد مؤتمراً للعمل التطوعي
شيماء المرزوقي
اللافت للنظر ولكل متابع أن الحراك المجتمعي والثقافي والاقتصادي والسياسي في الإمارات متواصل ولا يتوقف بل تجده يتمتع بزخم دائم ومستمر. هذا الحراك يتضمن مبادرات وبرامج تنعكس فائدتها على الأفراد وكل من هو مهتم بتطوير النفس والقدرات الذاتية. ودون شك فإن هذه البرامج وما تحتويه من مواضيع تتطرق لمختلف الاهتمامات الوظيفية في الحياة يحتاجها كل طالب وكل من هو مهتم بتطوير قدراته وإمكانياته.
من أهم هذه المبادرات الحيوية والمهمة التي تزخر بها معظم الأنشطة الاجتماعية، تتعلق ببرامج التطوع والعمل التطوعي، حيث تشهد بلادنا في هذا المضمار تحديداً منجزات كبيرة وبات العمل التطوعي جزءاً لا يتجزأ من مسيرة البناء والتقدم التي نعيشها. والذي يغفل عنه الكثيرون أن العمل التطوعي ساهم في ترسيخ هوايات وميول الكثير من الأبناء في مقتبل حياتهم الدراسية وبفضل التوجه نحو التطوع اكتشف ما يريده وما العمل الذي يحب ممارسته في مستقبله، لكن الجانب المهم أو الأكثر أهمية هو أن تنمية المسؤولية الاجتماعية في قلوب النشء والأبناء وهم في مقتبل العمر وفي أولى خطواتهم نحو المستقبل وبناء حياتهم المهنية، حيث يكتسبون من العمل التطوعي الخيري ومن أنظمة المسؤولية الاجتماعية، الكثير من الخبرات واكتشاف الكثير من المعارف.
والأهم أن هذا جميعه سينعكس على مهاراتهم عند أداء أعمالهم الوظيفية، ورغم كل هذا فإن التطوير الذاتي وتنمية القدرات الشخصية لكل شاب هما مسؤولية فردية مناطة بالفتاة أو الشاب نفسه، وعندما يقرر أن يعمل على تطوير نفسه فإنه سيجد كل المجالات متاحة ومفتوحة أمامه حتى تلك التي لها جوانب تطوعية. اليوم بعد هذه السنوات وكل هذا الزخم من العمل التطوعي أعتقد أننا بحاجة لمراجعة للتجربة لكل النجاحات التي تحققت لدعمها والبناء عليها، وأيضاً التوقف عند أي إخفاقات أو تواضع مخرجات بعض البرامج.
إن إقامة مؤتمر يضم جميع الفعالين في مجال العمل التطوعي وأيضاً الأسماء التي دعمت وعملت على رقيه وتطوره، قد حان وقتها، لأنني أعتقد أن مثل هذا المؤتمر السنوي سيكون بمثابة محطة يتم التوقف عندها لسن المزيد من القوانين وتعديل بعض من الأنظمة لتتناسب مع روح العصر الذي نعيشه.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com