قضايا ودراسات

نشرة أخبار استثنائية

نور المحمود

وجود الأطفال على رأس النشرة الإخبارية، وتقديمهم للأحداث بكل ثقة وجرأة، وهم يعلمون أن الملايين يشاهدونهم.. هو حدث بحد ذاته، خصوصاً أن النشرة لم تكن مخصصة لأخبار وأنشطة الأطفال والشباب فقط؛ بل شملت كل الجوانب كأي نشرة أخبار تلفزيونية مسائية، تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع.
هذه النشرة «الاستثنائية» التي قدمها الطفلان الإماراتيان نورة صلاح وراشد الطنيجي، ضمن نشرة «أخبار الدار» على تلفزيون الشارقة، تعتبر لفتة مميزة من قبل مؤسسة الشارقة للإعلام، أرادت من خلالها أن تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للطفل، وتحتفي أيضاً بحصول الشارقة على لقب «مدينة صديقة للأطفال واليافعين» من قبل اليونيسيف.
الشارقة المدينة التي تحتضن الأطفال والشباب، وتجعل قلبها سكناً عائلياً دافئاً وآمناً لهم، تستحق التكريم والشكر على الجهود التي تبذلها من أجل الحفاظ على هذه الروح، وهي تضع الأجيال الفتية نصب عينيها، في كل نشاط أو قرار أو مشروع جديد.
ولا شك أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بضرورة تنفيذ المعايير التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في كل ما يتعلق بالأطفال واليافعين حتى سن ال 24، أسهمت في هذا الإنجاز، لتكون الشارقة أول مدينة في العالم تحصل على هذا اللقب.
كل ما في الشارقة يدلّك على قلبها النابض ورعايتها «الأبوية» للأطفال. كل الأنشطة مثل المهرجان السينمائي الدولي للطفل، ومراكز ناشئة الشارقة، وسجايا فتيات الشارقة، إضافة إلى مجالس شورى الأطفال والشباب، ولا ننسى طبعاً «كلمات»؛ أول دار نشر في الإمارات متخصصة في نشر كتب الأطفال باللغة العربية.
«أخبار الدار» التي تزينت بوجود «حلمين» جميلين في الاستوديو وأمام كاميراتها، قدمت نموذجاً إيجابياً عن الأطفال في الشارقة وفي الإمارات عموماً. ولا شك أن نورة وراشد، شعرا بالرهبة وبأهمية المناسبة وهذه اللحظة التاريخية في حياتهما، ولا بد من استثمار موهبتهما؛ بل أكثر من ذلك، نتمنى أن يتم فتح المجال لتقديم نشرات خاصة بالأطفال واليافعين، كفقرة من ضمن فقرات النشرات الإخبارية المسائية، بمذيعين يافعين، يمثلون جيلهم في المجتمع، ويمثلون أيضاً الأجيال الجديدة من إعلاميي المستقبل.

noorlmahmoud17@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى