مقالات عامة

نعم أستطيع إنقاذ حياة

نور المحمود

مهما كانت سرعة استجابة «الإسعاف» عالية في الوصول إلى المريض، فإن بعض الحالات الحرجة؛ مثل: الأزمات القلبية، تستدعي التدخل الفوري؛ لإنقاذ المصاب. وما أصعبها لحظة، تجد فيها الكل مرتبكاً، يلف حول نفسه عاجزاً عن إنقاذ أحد أفراد الأسرة أو جار أو زميل أو أي مصاب يصادفه في مكان عام، بانتظار وصول طبيب أو مسعف.
كلنا نمر بأوقات عصيبة لا نعرف كيف نتصرف فيها، وكل ما يتبادر إلى أذهاننا، الاتصال بالإسعاف أو التوجه إلى الطوارئ في أقرب مستشفى. في حين أن بعض الحالات الطارئة تحتاج إلى تدخل سريع جداً أي فوري، لإنقاذ المريض. هذا العجز الذي يشعرنا بأننا نقف مكبلين، ضعفاء، يحرك في داخل كل منا إحساساً وحسرة «بأنني لو كنت أستطيع المساعدة» بشكل أفضل، و«لو كنت أعرف أي شيء عن الإسعافات الأولية»، لكان بإمكاني التصرف وإنقاذ حياة إنسان.
هذه ال «لو» يمكنها أن تتحول إلى «نعم أستطيع المساعدة»، و«نعم أستطيع إنقاذ حياة»، من خلال مشروع الاستجابة الفورية، الذي قدمته «مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف» ضمن «مبادرة دبي 10»، الذي يعتمد على تحويل كل مقيم في إمارة دبي إلى منقذ للحياة، وتسريع زمن الاستجابة لأي نداء إلى أقل من 4 دقائق.
المشروع طبي إنساني اجتماعي في آن؛ حيث يسهم عبر استخدام الأنظمة الذكية، إلى تطوير العمل الإسعافي، ونشر التوعية الطبية، وتمكين الأفراد في المجتمع من التعامل بشكل سليم وسريع مع الحالات الطارئة أياً تكن درجة خطورتها أو بساطتها، وإنقاذ حياة الناس بأرقام قياسية في السرعة. وهذه المبادرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، تساهم في تفعيل دور الأفراد؛ ليساهموا في هذا العمل الإنساني وفي خدمة المجتمع، ما يشكل حلقة تطوعية إيجابية تؤدي بلا شك إلى زرع روح التعاون بين كل الفئات، ونشر السعادة بطريقة مختلفة.
المباشرة بإسعاف المصاب فوراً، وقبل وصول سيارة الإسعاف عن طريق المستجيب الأقرب إلى موقع الحالة، والذي يتم استدعاؤه بكبسة زر، هي صورة عن قدرة الإنسان في استخدام التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي بأساليب كثيرة إيجابية. ورغم أن الخدمة الإسعافية سريعة جداً في دبي، والإسعاف يلبي أي نداء، ويصل في خلال أربع دقائق إلى الحالة، إلا أن سعي «مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف» إلى التطوير والبحث عن وسائل جديدة لتحقيق سرعة أكبر ورقم قياسي جديد في إنقاذ حياة الناس، يعد قفزة مهمة وتطوراً يثلج قلوب أهل دبي وسكانها، ويجعلهم شركاء فاعلين في إسعاد أنفسهم وإسعاد الآخرين من حولهم.

noorlmahmoud17@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى