قضايا ودراسات

هذا زايد.. هذه الإمارات

د. حسن مدن

والإمارات تحتفل بيومها الوطني السنوي السابع والأربعين، يحضر على الفور اسم مؤسس الدولة وواضع مداميكها القوية، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب اله ثراه». والحق أنه ما من دولة عربية اقترن تأسيسها باسم قائد كدولة الإمارات، والأسباب في ذلك كثيرة.
بينها أن الشيخ زايد، وإخوانه حكام الإمارات المعاصرين لتلك الفترة، أسسوا دولة جديدة، في كيانها القانوني وفي بنيتها السياسية والدستورية، لم تكن قائمة قبل ذلك، حين التقت إرادة أولئك الرجال تحت قيادة الشيخ زايد على تأسيسها من الإمارات السبع التي تشكّلت منها الدولة.
وبينها أن الشيخ زايد رحمه الله، كان واحداً من القادة الاستثنائيين الذين قلّما تجود بهم الأقدار على الأمم، ويأتون في وقتهم المناسب تماماً، حين يدركون مستلزمات اللحظة التاريخية التي تمر بها مجتمعاتهم، فينجزوا ما بات ملحّاً من مهام مصيرية، تشكل نقلة فاصلة بين ما كان قبلها وما أصبح بعدها.
وهذا ما وعاه الشيخ زايد الذي لم يكتفِ بتكريس كل جهده لتأسيس الدولة الجديدة، إنما استمرَّ في رعاية نموها وتطورها طوال عقود، حتى غدت شجرة وارفة الظلال، تحت فيئها غدت الإمارات دولة تشخص نحوها الأبصار من البعيد قبل القريب.
من ثمار هذا الجهد العظيم تشكّلت الهوية الوطنية الإماراتية التي تجد اليوم تجلياتها في كافة المجالات: في المنجز التنموي الكبير الذي هو محل فخر شعب الإمارات واعتزاز أشقائه العرب وإعجاب دول العالم، وهو منجز وفّر للمواطنين والمقيمين مستوى راقياً من المعيشة والخدمات الاجتماعية المتطورة، والبنية التحتية المشهود لها بالكفاءة العالية، وفي المجالين الثقافي والتعليمي، حيث نشأت أجيال من أبناء الإمارات ممن ولدوا ونشؤوا في دولة الاتحاد، وتلقوا التعليم العالي والتدريب المهني الكفؤ، مما أهّلهم لإدارة بلادهم.
ولا يمكن أن نغفل هنا ما تحقق للمرأة الإماراتية من إنجازات، وفضل كبير في ذلك يعود إلى الأهمية القصوى التي أعطاها الشيخ زايد، ومنذ بداية تأسيس الدولة، لتعليم المرأة وتمكينها إدارياً، وسرعان ما ظهرت ثمار هذا الاهتمام الذي نلمسه في مساهمة المرأة في حياة الدولة، فهي الوزيرة والبرلمانية والمديرة والأكاديمية والدبلوماسية والصحفية والأديبة، ناهيك عن النساء المتميزات في مجال المال والأعمال.
يمرّ اليوم الوطني للإمارات هذا العام، والدولة تواصل إحياءها للذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد، قائدها ومؤسسها ورمزها الوطني الكبير، مؤكدةً مواصلة السير على نهجه.
madanbahrain@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى