مقالات ادارية
هل المدير مذنب؟
سطام الثقيل
ظاهرة رمي الكتب الدراسية أو تمزيقها ظاهرة قديمة، وتتكرر كل عام، وفي كل مدينة وقرية ومدرسة، ولم تكن مقتصرة على مدرسة تبوك التي أعفي مديرها من منصبه بسببها. لا أعلم، ما ذنب المدير المقال في تلك الحادثة التي تم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر خلالها طلاب يمزقون الكتب المدرسية ويرمونها على الأرض بعد نهاية أحد امتحانات العام الدراسي الحالي؟ أعتقد أن وزارة التعليم تسرعت ولم تكن منصفة، وبزعمي أنها حاولت تسطيح القضية وتبسيطها واختزالها في تلك المدرسة الواقعة شمال المملكة، وهي تعفي المدير من منصبه، وأرادت فقط أن تهدئ الرأي العام بعد أن استثارته الواقعة المصورة بإقالة المدير، الذي – مع الأسف الشديد – تحمَّل جهلنا وقلة وعينا كأولياء أمور وطلاب، وعدم وجود أنظمة صارمة تمنع رمي الكتب الدراسية أو تمزيقها، وتمنحها الحماية التي تستحقها وتصونها إلى أن يسلمها الطلاب نهاية كل عام، كما تسلموها في بدايته. ما حدث أمام مدرسة تبوك من تمزيق للكتب ورميها، يحدث في غالبية مدارسنا، ويحدث كل عام، ولكن قدر مدير المدرسة تلك أن الحادثة تم تصويرها وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب في إعفائه من منصبه، وهو قرار أراه مجحفا، فهو لا يتحمل جهل الطالب وولي أمره، ولا يتحمل ضعف الأنظمة أو تعطيلها إن كانت موجودة، ولا يمكنه أيضا أن يطارد هؤلاء الأطفال في الشوارع ويمنعهم من ممارسة تلك الظاهرة التي تعودوا عليها كل عام مثل أقرانهم في بقية مدارس المملكة. قبل سنوات طويلة، وتقريبا في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية، لم تكن تلك الظاهرة موجودة، أو بالأصح لم تكن منتشرة كما هو الوضع الحالي، وكان غالبية الطلاب إن لم يكن جميعهم يحترمون الكتب، ويتم صونها بحرص تام حتى نهاية العام؛ لأن ذلك مرتبط بتسليم الشهادات، وبعقوبات رادعة، حيث كان النظام صارما وحازما، ولا يقبل شفاعة أو تهاونا. وقف مثل تلك الظاهرة لا يمكن أن يحدث بإعفاء مدير لا ناقة له ولا جمل في كل ما يحدث، بل الأمر يحتاج إلى حملة توعية تنظمها وزارة التعليم، يصاحبها نظام واضح وصارم يصون تلك الكتب ويحفظها، وأن تكون هناك لائحة عقوبات معلنة مسبقا يعلم بها كل الطلاب قبل بداية كل عام دراسي تمنعهم من ممارسة تلك الظاهرة وتردعهم.