قضايا ودراسات

وانتصر الأسرى الفلسطينيون

على أبو نعمة
بعد الإصرار البطولي من جانب الأسرى الفلسطينيين على الاستمرار في الإضراب عن الطعام إلى أن تلبّى مطالبهم الإنسانية العادلة، وبعد إصرار السلطات «الإسرائيلية» على عدم الاستجابة، رضخت تلك السلطات للضغوط، وعلّق الأسرى إضرابهم.
بعد 41 يوماً من دون غذاء، علّق مئات الفلسطينيين إضرابهم عن الطعام في السجون «الإسرائيلية». وجاء تعليق الإضراب بعد 20 ساعة من المفاوضات المكثفة بين قادة الإضراب، بمن فيهم القائد من "فتح"، مروان البرغوثي، ودائرة السجون «الإسرائيلية»، وفق ما جاء في بيان أصدرته صباح السبت لجنة مساندة الأسرى.
وأشادت اللجنة بالاتفاق معتبرةً إياه «انتصاراً للشعب الفلسطيني والأسرى، في دفاعهم الملحمي عن الحرية والكرامة».
وأضافت اللجنة، أن «إسرائيل» قد أُرغِمت على التفاوض بعد أن أدركت أن الأسرى «كانوا مستعدين للمواصلة حتى النصر أو الشهادة، وأن استخدام القمع والعنف وغير ذلك من الانتهاكات، فشل في إضعافهم، بل قوّى عزيمتهم».
وقال البيان، إن السلطات «الإسرائيلية» قبلت بعض مطالب الأسرى، ولكنه لم يُعطِ تفاصيل.
ولكن مصادر مصلحة السجون «الإسرائيلية» قالت لوكالة «معاً» للأنباء، إن الاتفاق، الذي تمّ التوصل إليه بين «إسرائيل» واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسلطة الفلسطينية، سوف يعطي الأسرى زيارة عائلية ثانية في الشهر بتمويل من السلطة الفلسطينية.
وأضاف، كما ذكرت الوكالة: «إن هذا التحرك عملياً، أعاد عدد الزيارات العائلية التي كانت تعطى في العادة للأسرى الفلسطينيين إلى وضعه السابق، قبل قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتخفيض عدد الزيارات التي كانت تسهّلها في العام الماضي من زيارتين في الشهر إلى واحدة، ما أشعل الاحتجاجات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية».
وكان نحو 1800 أسير قد بدأوا إضرابهم عن الطعام يوم 17 إبريل/‏ نيسان للمطالبة بتحسين الأوضاع، وإنهاء الحبس الانفرادي، والقيود الصارمة على الزيارات العائلية والاحتجاز الإداري، أي السجن المطوّل من دون تهمة.
كما دعوا «إسرائيل» أيضاً إلى تخفيف القيود على دخول الكتب، والملابس، والمواد الغذائية وغيرها من المواد من أفراد الأسرة.
وسرعان ما لجأت «إسرائيل» إلى اتخاذ تدابير عقابية قاسية، في مسعى لكسر الإضراب، بما في ذلك نقل الأسرى بين السجون، وإخضاع قادتهم للحبس الانفرادي، ومنع زيارات محاميهم ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية.
وقد نظم الناشطون في فلسطين وحول العالم، نشاطات تضامنية مع المضربين عن الطعام. ونشرَ كثيرون منهم على وسائل التواصل الاجتماعي، عن قيامهم ب «تحدّي الماء المالح»، أي القيام رمزياً بشرب الماء المالح فقط، كما يفعل المضربون، لنشر الوعي بنضالهم.
وكان آخر إضراب عن الطعام قد حدث عام 2014، عندما احتج مئات الأسرى على استخدام الحجز الإداري. ومنذ ذلك الوقت، وقبْله، نفذ أفرادٌ إضرابات فردية عن الطعام، بلغ بعضها ثلاثة أشهر.
وتتزامن نهاية هذا الإضراب مع بداية شهر رمضان. وكان بعض الأسرى قد أعلنوا عزمهم على الصيام، برفض حتى الملح والماء، أثناء ساعات النهار، منذ شروق الشمس حتى غروبها. وكان من شأن ذلك تعريض أجسادهم الواهنة فعلاً، لمزيد من الخطر الشديد، وزيادة الضغط على «إسرائيل».

* مؤلف وصحفي والمدير التنفيذي لموقع الانتفاضة الإلكترونية على الإنترنت. ـ موقع «كومون دريمز»
Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى