وزارة للسياحة في الإمارات
رائد برقاوي
المنتج السياحي الإماراتي هو واحد متكامل لا يتجزأ، فالسائح القادم إلى دبي لا بد له خلال زيارته من الاطلاع على معالم الشارقة أو أبوظبي أو أي من الإمارات، والأمر ينطبق على الزائر إلى أبوظبي أو الشارقة أو رأس الخيمة فلا بد له من زيارة دبي وغيرها من الإمارات.
لكل مدينة إماراتية خاصيتها وروحها ومنتجها السياحي والثقافي، وهذه الخاصية تتكامل مع ما هو موجود في بقية المدن، فهناك المعالم الفندقية والمدن الترفيهية والتسوق والمتاحف والصحراء والشواطئ والجبال، فالكل وحدة متكاملة ، أما من يجذب سياح أكثر فهو من يجتهد ويقدم الأفضل للزوار.
دبي وضعت منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن نفسها بين المتنافسين على الخارطة السياحية العالمية، ونجحت في ذلك باقتدار، فباتت تتعامل مع 15 مليون زائر، فيما يصل إجمالي عدد الزوار إلى دولة الإمارات ما يزيد قليلاً على العشرين مليون زائر وسائح سنوياً.
ما دمنا متفقين على أن منتجنا السياحي هو متكامل، وما دمنا نعمل جميعاً على رفع اسم الإمارات عالياً في المحافل الدولية لتكون الرقم واحد، فلماذا للآن نشارك في المعارض السياحية العالمية مثل لندن وبرلين وغيرهما بشكل منفصل كل إمارة على حدة وكل دائرة أو هيئة في جناح منفصل.
لماذا لا يكون المنتج السياحي لدبي أو أبوظبي أو الشارقة أو رأس الخيمة تحت مظلة أو جناح واحد باسم دولة الإمارات العربية المتحدة وتحت راية علمها، بحيث تتاح خيارات متعددة أكثر تنوعاً للزوار المحتملين من خارج البلاد.
لا نعرف التأثيرات السلبية لمثل هذا الاقتراح إذا كانت هناك تأثيرات لكن نضوج المنتج السياحي لمدن وإمارات الدولة أصبح مكتملاً بحيث يمكن للترويج المشترك أن تكون فائدته أكبر وثماره أكثر نضجاً.
قد يقول من يعترض على ذلك إن أهمية المشاركة المنفصلة هي في مرونة قراراتها وسهولة إداراتها وقلة «تعقيداتها»، فيما ميزة المشاركة الموحدة تقليل التكلفة على المشاركين من الفنادق وشركات السياحة والطيران الذين يتكفلون بدفع النفقات وليس الدوائر السياحية التي تعنى بجمعهم في مكان واحد.
ايضا ، لماذا لا يكون عندنا وزارة للسياحة ؟ فهذه الصناعة ضخمة تقدر بـ 160 مليار درهم وتساهم بـ 12% في الناتج ، فيما انفاق السياح الدوليين في أسواقنا 110 مليارات سنويا.
إلى ذلك الحين تبقى الحاجة ملحة إلى تفعيل البرنامج الوطني للسياحة بحيث يتكامل دوره مع الدوائر والهيئات المحلية التي تعنى بالسياحة.
نجدد القول والتأكيد بأن منتجنا السياحي على درجة كبيرة من الضخامة، ما يجعل رقم العشرين مليون زائر للبلاد سنوياً متواضعاً ، فإمكاناتها تستحق أكثر.