قضايا ودراسات

وفاء البرلمانيين لوعودهم

ابن الديرة

أيام المنافسات الانتخابية لعضوية المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الوطني الاستشاري لإمارة الشارقة، كان المرشحون يتسابقون في طرح الوعود الانتخابية لصالح المواطنين، ويعرضون برامجهم ومقترحاتهم وآراءهم في كل القضايا المطروحة على الساحة، الإسكانية منها والصحية والتعليمية والخدمية وغيرها من أمور تشغل بال المواطنين وتثير اهتماماتهم وتعبر بشكل أو بآخر عن مصالحهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه، بداية، هل نفذ المرشحون الفائزون بمقاعد برلمانية وعودهم الانتخابية، وجابوا البلاد عرضاً وطولاً يشاهدون مشاكل المواطنين – إن وجدت – على الطبيعة، وفي الميدان؟ هل خرجوا من مكاتبهم والتقوا المواطنين في مواقعهم أم اكتفوا بلقاءات مكتبية وبعض الوعود والسلام؟ أم أنهم تحمسوا في البداية ثم فترت هممهم بالتدريج مع فتور حماسهم وتبخر حلاوة المقعد البرلماني وبقاء همومه ومتاعبه ومشاغله؟
الأمل ألا يكون هذا النموذج موجوداً، فحق المواطن على ممثله البرلماني أصيل ولا يمكن التفريط به في أي حال من الأحوال، ومهما كان الثمن، كما أن التقصير في الوفاء بهذه الحقوق لا يمس المواطن الفرد وحده، لكنه جريمة يطال تأثيرها الوطن كله، لأن «البيت متوحد»، فالهموم والآمال والأحلام واحدة، والتطلع إلى المستقبل تحكمه تطلعات وأهداف موحدة، وكل إنجاز لصالح مواطن، لبنة تضاف إلى صرح البناء الوطني الكبير.
كل نائب للشعب سواء كانت نيابته بالتعيين أو بالانتخاب، يجب أن يقف مطولاً مع نفسه، يراجع برنامجه الانتخابي أو تصريحاته ووعوده بعد الفوز بالمقعد، هل حقق منها شيئاً أم أن وعوده ذهبت أدراج الرياح، ولم يحقق ما وعد به أو عجز عن القيام بذلك لصعوبة المهمة؟
تصريحات القيادة الحكيمة أيام انتخابات البرلمانين الاتحادي والاستشاري كانت تؤكد في عبارات شديدة الوضوح والإيجاز، أن المقعد البرلماني تكليف لا تشريف، والنائب يجب أن يكون ممثلاً للشعب وعوناً للحكومة في إنجاز مصالح المواطنين على أكمل وجه، والارتقاء بمستويات معيشتهم وتحقيق رفاهيتهم واستكمال جميع متطلباتهم القائمة والمستجدة، وهذا بالضبط كان خير برنامج انتخابي يستطيع المرشح أن يحظى بواسطته على ثقة جمهور الناخبين.
كل برلماني من المجلسين عليه أن يضع تجربته تحت مبضع النقد والنقد الذاتي، ويحاول تعميمها ليستفيد منها القادمون الجدد، ولا يخجل أن يقول أنا قصرت إذا شعر بالتقصير، وإيجابيات وسلبيات تجربته، ونصائحه لغيره، حتى تحقق التجربة أهدافها، وتكون حقيقة لا شعاراً انتخابياً في خدمة المواطن، وخير معين للحكومة على أداء مهامها الكبرى.
تحمل المسؤولية ليس بالأمر الهين ولا السهل، إنها أمانة تجعل حاملها لا ينام الليل، يفكر كيف يؤديها في أحسن صورة، فما بالك عندما تكون هذه المسؤولية متعلقة بالوطن الذي يسكن القلب، وأبنائه الأوفياء؟
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى