يوم الطفل الإماراتي
مارلين سلوم
في كل ركن، في كل مناسبة، في كل مبادرة وقرار، بل في كل يوم ونشاط، للطفل مكانة متميزة في قلب الإمارات النابض بالحياة والمشاريع المستقبلية.
15 مارس/ آذار، صار يوم الطفل الإماراتي. هو يوم واحد للتذكير بحقوقه وإنجازاته والاحتفال به رسمياً، بينما الدولة تحتفي بالأطفال دائماً، وتبتكر المناسبات لتبرز طاقاتهم وتشجعهم على التقدم والتميز، وليساهموا منذ الصغر في بناء دولتهم ومستقبلهم بأنفسهم.
كيفما التفتّ تجد الأطفال والشباب في مقدمة الحضور والمشاركين والمتفاعلين، يتحدثون وينجزون ويقدمون أفكارهم ويبتكرون ويبدعون. كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة، التي تنظر إلى أبناء اليوم باعتبارهم رجال الغد. هي التي بنت لهم قرى للترفيه وأتت بعالم ديزني والشخصيات الخرافية وليجو وفيراري.. وتعاملت معهم أيضاً باعتبارهم قادرين على منافسة الكبار في القراءة والكتابة والابتكار العلمي والتطوع والحفاظ على سلامة المرور والبيئة والأمن..
أمس اختتم طيران الإمارات للآداب مهرجانه العاشر، هذا الحدث الذي يجمع كبار المؤلفين بالبراعم الذين يعشقون الكتابة ويحلقون بخيالهم بعيداً ليترجموها كلمات رائعة على الورق. مؤلفون صغار يزهرون أمامنا، في كتابة القصة القصيرة أطفال بأعمار ال 11 عاماً وما فوق، تنافسوا وتألقوا وكتبوا.. هكذا يكون الدعم الحقيقي للأطفال، وهكذا تتبنى الدولة الصغار من مختلف الجنسيات وليس فقط الإماراتيين، لتضعهم على الطريق الصحيح منذ طفولتهم، فتزرع فيهم الثقة وتفتح لهم الأبواب فيأتون بأفكارهم مقبلين على الحياة بقوة، مشاركين في الصناعة وليس فقط في الاستهلاك. هذه النظرة مهمة جداً، لأن تعامل أي دولة مع أطفالها باعتبارهم شركاء، يجعلهم منذ نعومة أظفارهم يفهمون معنى تحمل المسؤولية، والمساهمة في المجتمع والعمل على بناء الذات، بدل إحساس الطفل بأنه مهمش، يتلقى أوامر الكبار، يتبعهم ولا يحقق أياً من أحلامهم، لا صوت له ولا حقوق، وبالتالي فهو يعزل نفسه عن أداء واجباته سواء داخل منزله أو مجتمعه، ويصل إلى المستقبل كغريب عنه، بعد سنوات من اللهو والفراغ الذي يولد بشكل تلقائي هوة ما بين هذا الكائن وواجباته تجاه بلده ومحيطه. وبشكل تلقائي أيضاً، تنطفئ شرارة الرغبة في التميز والمنافسة والابتكار.
النماذج الإيجابية كثيرة، وما يحققه الإماراتيون الصغار في كافة المجالات، يدعو للفخر حقاً. ومن حقهم هم أيضاً أن يفخروا بأنهم أبناء دولة تحاكي العقول، تحفزهم على التميز بمختلف الوسائل، واليوم تأتي لتزيدهم تكريماً، من خلال جعل 15 مارس «يوم الطفل الإماراتي».
Email: marlynsalloum@gmail.com