أخبار غامضة مُتَداوَلة!
لاحِظ فى الأخبار المتداوَلة عن حلفاء إسرائيل التاريخيين أنه لا يُذكَر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلا وهو ملحوق، أو مسبوق، بضرورة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وأما أقصى ما يُطالَب به لسكان غزة فهو المناشدة بتسهيل مرور المساعدات لهم، دون إشارة إلى مسئولية إسرائيل عن عرقلة المساعدات، ودون ذكر للترويع الرهيب للفلسطينيين وقتل عشرات الآلاف منهم. وأما بخصوص جبهة لبنان، فأيضاً، لن يُذكَر وقف إطلاق النار إلا ومعه تأكيد على وجوب توفير الأجواء لسكان إسرائيل فى المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية بالعودة بعد أن نزحوا إلى أماكن آمنة فى إسرائيل خشية من قصف حزب الله!
من الأخبار الأخرى التى يصعب فهمها، خبران نُشِرا خلال الأيام القليلة الماضية عن اجتماعيْن بين كبار المسئوليِن فى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. كان الاجتماع الأول، فى 8 الحالي، لرئيسيْ المخابرات فى البلديْن، وليام بيرنز عن أمريكا، وريتشارد مور عن بريطانيا. وكان الاجتماع الثاني، فى 15 الحالي، بين وزيرى الخارجية، أنتونى بلينكن عن أمريكا، وديفيد لامى عن بريطانيا. وقد صدر عن لقاء مسئوليْ المخابرات مناشدتهما لمن أَطلَقا عليهما طرفيْ الصراع فى المنطقة، يقصدان إسرائيل وحماس، بالوصول إلى السلام فى غزة، وأعلن رجلا المخابرات أنهما يعملان بلا كلل من أجل وقف إطلاق النار، وأكدا أن وكالتيهما استغلتا قنواتهما الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد! أما الاجتماع الثانى بين وزيرى الخارجية، فقد صدر عنه بيان أكدا فيه دعم جهود الوساطة الجارية، بين حماس وإسرائيل، لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسري. وأكدا دعمهما لأمن إسرائيل وضرورة تجنب أى عمل تصعيدى فى المنطقة من شأنه أن يُقوِّض آفاقَ السلام والتقدم نحو حل الدولتين.
أهم معضلات فهم الخبريْن الأخيريْن، أن حياة إسرائيل، كما هو معروف، تتوقف على دعم أمريكا وبريطانيا، ولكن تعليقات إسرائيل الصادرة عقب الاجتماعيْن، مُناقِضة تماماً، بأنها لن تُوقِف النار بغزة، وتُصرّ على فتح جبهة الضفة الغربية، ولن تعترف بدولة فلسطين، وأنها بصَدَد شنّ حرب واسعة على لبنان!!
نقلا عن الأهرام