أذكر هذا أم أنثى ؟
محمد سعيد القبيسي
أبدء مقالي بهذا الحديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ” رواه البخاري – صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وكلها تدل على حرمة التشبه ، واللعن معناه الطرد من رحمة الله تعالى ، ولا يكون ذلك إلا لأمرر كبير ، فهذا الفعل إذاً من الكبائر .
إن الله سبحانه وتعالى جعل للرجال على النساء درجة وميزهم في الكثير من الأمور التي تجعل للرجال مكانة ودرجة رفيعة ،، وتشبه الرجال بالنساء ماهو إلا إهانة وتنزيل من هذه الدرجة التي وهبها الله لهم وضياعها ، وكذلك الحال بالنسبة إلى المرأة ومكانتها العظيمة التي حفظها لها الإسلام.
اتذكر كنا في الماضي عند شراء الطيور أو الحيوانات الأليفة كنا نسأل أذكر هذا أم أنثى؟ وذلك لتشابهها وعدم تمييزنا لها ، ولمم أكن أتصور في يوم من الأيام أن اسأل هذا السؤال عن انسان أو بمعنى آخر لفئة معينة من الناس لاعرف أذكر هذا أم أنثى؟
شباب صغار وفتيات تراهم في الأماكن العامة أو في الأسواق ، حيث ترى بعض الشبان وقد أطال شعره المنسدل على نصفف وجهه المغطى بالمكياج ولبسه الذي يميل إلى الأنوثة وإلى ميوعة حركاته وممشاه فيختلط عليك الأمر أذكر هذا أم أنثى؟
يسالني ابنائي الصغاراحيانا حين نتعرض لمثل هذه المشاهد (ابويه ليش هذا مسوي نفسه بنت) ؟ ماذا اجيب او ماذا اقول!!! لاا املك الاجابة، ولا املك سوى ان اغير الموضوع والهروب من هذا السؤال.
ولاينطبق هذا على الشباب فقط فتوجد فئة قليلة ايضا من الفتيات اللاتي تشبهن بالرجال ، فلا يوجد هناك أي فرق بينهن وبينن الرجال فقصة الشعر وطريقة اللبس تشبه الرجال الى حد كبير…
إن الإنسان الطبيعي ليصاب بالاشمئزاز عند رؤيته لهؤلاء البشر الذي قاموا بتغيير خلق الله ولم يرضوا بما أعطاهم الله، فسعوا الىى تغييره ظناً منهم أنهم بصورة جميله ولكن هم بنظر المجتمع فئة قبيحة لا يمكن تقبلها.
ونأتي هنا الى السؤال الأهم وهو أين دور الأسرة من هؤلاء الأبناء والبنات؟ هل هم على علم بما يحدث لأبنائهم ؟
ام ان اللهث وراء مشاغل الدنيا قد انساهم دورهم الرئيسي في بناء الاسرة وتربية الابناء التربية الصالحة التي تجعل منهم اجيالل يعتمد عليها في خدمة مجتمعاتهم واوطانهم، ألم يسمعوا قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وهو يقول : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته. متفق عليه
فأين هذه الرعاية واين هو الاهتمام، فكثيرا من الاسر تترك اطفالها بين ايدي الخدم ليتربى منذ نعومة أظفاره على الليونةة والميوعة في أحضانهن مما لم يكن يتربى عليه الرعيل الأول .
وهذا الحال يرشدنا إلى أهمية تأسيس الجيل على أسس تربوية صحيحة، لذا لابد أن تخصص الأسرة المسلمة والمدرسةة والمسجد والإعلام جلسات للتعرف على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله ميزانا لكل خلق حيث قال الله تعالى في حقه (( وإنك لعلى خلق عظيم )) حينها نستطيع الإجابة على السؤال أذكر هذا أم أنثى ؟