أزمة أمطار
راشد محمد النعيمي
موسم الأمطار يطل من جديد بجميع تفاصيله، يعود مجدداً ليكشف مواطن الخلل في تصريف المياه في كثير من المواقع، التي ظلت لسنوات تشهد نفس المشكلة دون أن تجد العلاج، أو توفير الحل الناجع للتعامل مع كميات المياه المتساقطة، التي تتسبب في تعطيل حركة السير أو التسبب في أضرار مادية، وهي بالتالي لا تتناسب مع التطور الذي تشهده البنية التحتية والابتكارات التي جرى تطبيقها في جميع المجالات، وبقيت مياه الأمطار مشكلة مزمنة في مناطق معروفة، باتت تغرق في شبر ماء كما يقولون!!
جميل أن يصرح الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، بأن أولوية عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة، تتمثل في إيجاد الحلول الناجحة والجذرية لأسباب تجمع مياه الأمطار، من خلال توسعة مجاري الأودية والقنوات المائية، وغيرها من الحلول لتكون بذلك أكثر فاعلية وقدرة على استيعاب أكبر قدر من مياه الأمطار، التي تسقط بغزارة خلال فترة زمنية قصيرة، فهذا العزم الأكيد لعلاج المشكلة سيكون بالتأكيد بداية الحل، ونحن في دولة تعج بالإمكانات القادرة على صنع الحلول، وجهل ما يجري خلال تساقط الأمطار أصبح أمراً من الماضي، خاصة أن تقييم الوضع القائم وإيجاد الحلول المناسبة لأسباب تجمع مياه الأمطار، سيسهم بلا شك في معرفة مكامن الخلل.
كما أن بلديات الدولة مطالبة أيضاً، برصد أماكن تجمعات مياه الأمطار ودراستها، والسعي لتوفير الحلول المناسبة لها، خاصة أن بعض تلك المواقع لا يحتاج إلا لتدخل بسيط، يتم التخلص عبره من تلك المياه وتصريفها بسرعة، وبالذات في المنخفضات الجوية التي يتم الإعلان عنها مسبقاً، والتي تستعد لها مختلف الجهات، ويتم تنظيف فتحات التصريف الخاصة بالمياه، وتشكيل فرق تدخل سريع، للتعامل مع مختلف الطوارئ، وهو أمر مطبق فعلياً في بعض البلديات، وحقّق نجاحات كبيرة في تجاوز أضرار الأمطار والعواصف والحالات الجوية، والتعامل معها باحترافية بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدفاع المدني، والإنقاذ والشرطة والمياه والكهرباء، وغيرها من الجهات.
في النهاية فإن موضوع الإشكاليات المتعلقة بتجمع مياه الأمطار، وضعف التصريف يستحق التفاتة عاجلة في جميع مناطق الدولة لوضع الحلول الفورية، إضافة إلى أخذها في الاعتبار عند تصميم المشاريع القادمة.
ِALNAYMI@yahoo.com