مقالات عامة

أم الخليفة

عبدالله محمد السبب

«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي»
«بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نعى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والدته التي وافتها المنية يوم أول أمس الأحد 11 جمادى الأولى 1439 ه 28 يناير 2018م، وأصدرت وزارة شؤون الرئاسة بيان نعي أعلنت فيه الحداد الرسمي، وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس الأول».
(تغمّد الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته، وألهم عموم آل نهيان الكرام جميل الصبر والسلوان.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون).
هكذا ساعة مملوءة بالحزن أطلت بدقاتها دقائقها ورقصات عقاربها على زمننا بنبأ رحيل المغفور لها «الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان»، التي أسلمت روحها إلى بارئها، ملتحقة برفيق دربها المغفور له «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، في عام ميلاده المئوي 2018م..
هكذا ساعة حملت إلينا نبأ مغادرة روحها «رحمها الله» لتجاور ربها، منتقلة من دار الفناء إلى دار البقاء. امرأة من الزمن الجميل.. زمن الكفاح والنجاح، زمن الشدّة والرخاء، زمن الابتهال إلى الله والرجاء إليه، زمن الوقوف العادل العاقل صفاً واحداً بجانب الرجل في حلّه وترحاله، في أفراحه وأتراحه، في نجاحاته وإخفاقاته، في أفكاره ورؤاه، في كل مشاريعه التنموية والاجتماعية والاقتصادية.. وهكذا تؤدى صلاة الجنازة على جثمانها الطاهر، «رحمها الله»، في «مسجد المعترض» في مدينة «العين»، ليوارى إلى مثواه الأخير في «مقبرة القصيدة» وسط مدينة «العين» التي شهدت أولى المراحل السياسية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
نعم.. هكذا ساعة أنبأتنا برحيل المغفور لها الشيخة «حصة» المحصّنة بالصبر والإيمان، تدفعنا إلى القول المحب: ليس وداعاً يا «أم الخليفة» حفظه الله، ويا أم إخوته وأخواته.. يا أم الأجيال .. منذ الجيل الشعبي الأول المرافق للقائد المؤسس «الزائد» حباً لشعبه ووطنه والإنسانية في الزمان والمكان، ومنذ الجيل المصاحب لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ومنذ الأجيال المتعاقبة زمناً إثر زمن، إثر زمن، إثر زمن، على هذا الوطن الخيِّر المعطاء.. وطن الحب والحياة والنماء..
نعم، يا أيتها المغفور لها بإذن الله.. يا وطناً في وطنٍ، يا من الجنة تحت أقدامك: نامي في مثواك الأخير.. قريرة العين والقلب.. طيّب الله ثراك، وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، «إنّا لله وإنّا إليه راجعون».

A_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى