إلى تجارنا.. غيروا أو تتغيروا
رائد برقاوي
نعم يحتاج قطاع الأعمال التقليدي في الإمارات إلى إعادة النظر بهيكلة عملياته، فاستمراره على هذا النحو سيفقده المزايا التي نما على أساسها وحقق من خلالها نتائج مبهرة.
الأمور تغيرت وطبيعتها لم تعد كما السابق، فما كان صالحاً قبل عشر سنوات لم يعد كذلك الآن، فالتقنية غيرت كل شيء من حولنا بما في ذلك ثقافة المستهلكين الذين هم وقود أي عمل تجاري.
التقنية فرضت علينا واقعاً جديداً يتعين على الجميع التعامل معه، ومواكبة الجديـد والتقـدم نحـــوه، فأعمال ضخمة مرشحة للضمور أو الاختفاء في هذه المرحلة وما يليها، وأسماء كبيرة مرشحة أيضاً للغياب بسبب طبيعة الأسواق التي تحركها التقنية من التسويق إلى الخدمات إلى المنافسة الشرسة التي لم تعد تعترف بالوقائع بل تقفز فوقها للوصول إلى المستهلك حتى وهو في بيته أو عمله أو على الطريق.
شهدنا التغيير يتسارع يوماً بعد يوم، في قطاع التجزئة والسياحة والطيران والاتصالات والمواصلات، وفي خدمات المطاعم حتى في الفنادق التي باتت الشقق والفلل الشخصية منافساً لها عبر تطبيق تقني بسيط ونقرة زر واحدة.
يعني ذلك أن الابتكار هو التحدي الأكبر لقطاع الأعمال في الإمارات، فهو المستقبل ومفتاح النجاح لعالم جديد لا يعترف إلا بالأفضل.
البعض نجح في ابتكار أساليب جديدة أدواتها التقنية والمعرفة والأفكار الخلاقــة وبدأ بحصد النتائج، والغالبية ما زلوا يضلون الطريق أو يعيشون أسرى الماضي معتقدين أن موجة الابتكار مؤقتة وأن الأمور ستعود إلى وضعها الطبيعي غير مدركين أن الزمن لن يعود للوراء.
ما حققه قطاع الأعمال فـي الإمارات في السنوات الماضية يعتبر إنجازاً يسجل لتجارنا في أكثر من قطاع، وهو إنجاز يمكن البناء عليه لمستقبل أفضل لكن التأخر في البناء لن يكون في صالحهم، بل في صالح أفكار شابة جديدة نقرأ يومياً عن إنجازاتها ونتعامل يومياً مع منتجاتها بعضها محلي والآخر قادم من فضاءات وتجارب خارجية أصبحت واقعاً جميلاً يصعب التخلي عنه.
لا يوجد قطاع أعمال بعيد عن الابتكار، فالكل مشمول بثورة التقنية، والكل محتاج إلى التطوير، والكل مطالب بالتغيير، فالأمر لم يعد خياراً بل ضروري للاستمرار في خلية المنافسة من أجل البقاء في مقدمة الصفوف، وتزوده بالاوكسجين لتبقيه حياً.
إلى تجارنا وكل العاملين في قطاعنا الخاص. إلى أكثر من نصف مليون شركة تعمل في الإمارات، عليكم تغيير أساليب وطرق عملكم، عليكم بالتقنية والابتكار، وإلا فإنكم معرضون للتغيير، إن لم يكن الآن ففي المستقبل القريب.