إمارات الثقافة والسلام
محمد القبيسي – عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات
معروفة تونس، أنها بلاد الحرية والعلم والانفتاح على الثقافة، تونس ابن خلدون، والطاهر بن عاشور وابو القاسم الشابي، تونس قرطاج الوادعة على المتوسط لتطل على الغرب بحضارتها، ملتقى الفكر المستنير، ولكن للاسف لقد فتك بثقافتها وقيم اصالتها من شوه صورتها الناصعة، فترى العسل يحط عليه بعض الذباب اذا لم يكن مصانا بمن يحافظ عليه.
لذلك سمعنا بأصوات نشاذ، تدعي الادب والثقافة وهما منها براء، أفكار متطرفة لاتنصت لصوت العقل وآداب العلاقات المتميزة التي تربط أوصال العالم العربي.
كيف يتأتى لمن يدعي رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين أن يتشدق ببيان لا يمثلهم، ويسيء الى دولة كانت بالأمس رئيس اتحادها قائدا لاتحاد كتاب وأدباء العرب، من الامارات التي اتسع صدرها لاستضافة كل الادباء والكتاب الذين اشادوا بدورها في تعزيز المسيرة الثقافية وتسخير كل الامكانيات لمنح الجوائز وجمع صف العلماء والادباء، واستضافة معارض الكتب التي باتت من اشهر المعالم الثقافية في العالم.
لذلك كيف يتأتى بهذا الصوت الغريب عن جسم الثقافة ان ينال من الامارات العلم والحضارة والتقدم والتطور.
انها تنظر بعين السلام الذي يفتح آفاق الاستقرار للمنطقة، لتخفف المعاناة عن المجتمعات العربية والفلسطينية على وجه الخصوص ويلات الحروب المدمرة، والدماء المسفوكة انها امارات الحكمة والتعقل والرؤية الواضحة والشجاعة بالراي الواضح الصريح.
ان الامارات تنادي اليوم بنقلة نحو الامن والامان للشعوب العربية لتبادر الى البناء وتسارع الى مدارج التطور العلمي، نحن نأخذ من كل الثقافات ما يناسب اصالتنا ومبادئنا، وندع ما يخالفها لكننا لسنا دعاة فتن وقتال لا فائدة منها، جربناها احدى وسبعين سنة من نكبة (1948) فأين أصبحنا من تشرذم وضياع، لذلك فاني استنكر هذا الصوت النشاز الذي لا يشبه الكتاب التونسيين والعرب ولا يمت اليهم بصله، وادعو اخواننا اتحادات الكتاب في كل بلد عربي ان يعرف بان ماقامت به الامارات هو قرار سيادي خاص بها وان لا يسلط عليها كل من امسك قلما بخسا سهامه اليها فهي بلد كل مثقف عربي وكل فنان مبدع وهي ملجأ للعلم والعلماء والمفكرين واهل العقول الرزينة واصحاب الحكمة والراي.