إنترنت آمن

د. حسن مدن
لم أكن أعرف أن العالم يحتفل بيوم عالمي للإنترنت، حتى سمعت تقريراً على إذاعة «بي بي سي» حول هذا اليوم الذي صادف أمس، السابع من فبراير/ شباط. ومع ذلك لم أندهش من الأمر، بالفعل الإنترنت بحاجة إلى يوم عالمي يخصه، فهو يعيش بيننا، أو لعلنا من يعيش فيه، فهو وسيلة تواصلنا، وتلقينا الأخبار، وقد لا يكون بعيداً اليوم الذي يصبح هو الوسيلة الوحيدة لقراءتنا وسماعنا.
لم يكن بوسع المعنيين بأن يجعلوا لكل أمر يهم الناس يوماً عالمياً، أن يغفلوا أحقية الإنترنت بتخصيص مثل هذا اليوم، ويحسب لهم أن حددوا الغاية من إحيائه، وهو تحقيق الاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت.
تقرير الإذاعة الذي سمعته دفعني، من باب الفضول، إلى أن أقرأ عنه، ولعلكم ستخمنون أين فعلت ذلك، فلم يكن المصدر سوى الشبكة ذاتها المحتفى بها في يومها العالمي.
صادفني، أول ما صادفني، تقرير نشرته صحيفة «اليوم السابع» بعنوان «أربع نصائح للاستخدام الآمن للإنترنت»، سأكتفي بإيراد عناوينها، وهي على التوالي: تحديث البرامج واستخدام مكافح الفيروسات، تحديث التطبيقات الاجتماعية، تفعيل ميزة التحقق بخطوتين للحفاظ على خصوصية المستخدم، وأخيراً تحديث نظام التشغيل بشكل دوري.
في مكانٍ آخر قرأت أن هذا اليوم انطلق أول مرة في عام 2014، في مبادرة من الاتحاد الأوروبي والمنظمة الأوروبية للتوعية بشبكة الإنترنت (إنسيف)، وأن أكثر من 120 دولة في العالم، احتفلت، يوم أمس، وللعام الخامس على التوالي بهذا اليوم، تحت شعار «خلق.. تواصل ومشاركة الاحترام.. الإنترنت الأفضل يبدأ معك».
أحد التقارير يتحدث عن أنه مع حلول عام 2018 بلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر العالم 4.021 مليار فرد، فيما بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للفترة نفسها 3.196 مليار شخص، وعدد مستخدمي الهواتف الذكية هو 5.135 مليار فرد.
وفي الإجمال، فإن القلق يدور، بصورة خاصة، حول الأضرار التي تلحق بالأطفال واليافعين جراء الاستخدام الخاطئ للميزات التي يوفرها الإنترنت، ومن بينها الاستغلال الجنسي للأطفال والنساء بشكل خاص، فضلاً عن الجريمة الإلكترونية، وأهمية حماية الخصوصية، والتنبيه لحالات الاستخدام الخطر والعواقب القانونية وسط تطوير معايير وأنظمة أخلاقية وسلوكية لائقة للاستخدام لهذه الأداة القوية.
مفهوم وضروري هذا التركيز على المخاطر التي يتعرض لها اليافعون جراء الاستخدام الخاطئ للإنترنت، لكني لم أعثر فيما قرأت على ما يتعرض له الكبار أيضاً من مخاطر، جراء الاستخدام المغرض للميزات التي توفرها الإنترنت، حيث بات الكثير من أدوات التواصل الاجتماعي وبسبب ما تحققه من سرعة انتشار، وسائل لنشر سموم الفرقة والكراهية، وتسعير الغرائز المذهبية والطائفية وسواها، والإيغال في تمزيق المجتمعات وتفكيكها.
إن سألتم: لماذا أغفلت الفوائد التي لا تحصى للإنترنت؟ سأذكركم بأن الحديث يدور عن الاستخدام الآمن للشبكة.
madanbahrain@gmail.com