ازدهار القطاع الصحي

ابن الديرة
يدخل القطاع الصحي في البلاد مرحلة إضافية من التطوير والازدهار، باعتباره أحد أهم الأهداف الاستراتيجية الكبرى التي تسعى الحكومة لتحقيقها، وارتباطه المباشر بالإنسان وقدرته على العطاء والتميز، وتحشد لذلك كل الإمكانيات اللازمة، وتولي أهمية كبرى للارتقاء بهذا القطاع من ناحية مستوى الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية المقدمة للجمهور، وإنشاء المزيد من المنشآت والمراكز الصحية، بحيث تضم أعلى الكفاءات البشرية طبياً وفنياً وتمريضياً، وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتسجل تميزاً مشهوداً في إجراء العمليات الجراحية المعقدة والبحوث العلمية التي تقود لتحقيق انتصارات طبية كبيرة.
كما أن الدولة لا تدخر جهداً في تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، على أمل الوصول إلى إنجاز نظام صحي متكامل للمجتمع، يتناسب مع أفضل المعايير العالمية، بل ويتفوق عليها أحياناً، والمصلحة هنا مشتركة وتعود بالنفع على الجميع، لأن المؤسسات الصحية الخاصة تكمل الجهد الحكومي ولا تنافسه إلاّ في مجال تقديم الأجود.
إن جهود الوصول إلى خدمات صحية راقية، تهدف على الأغلب إلى خفض عدد حالات ووفيات بعض الأمراض الخطيرة والمزمنة، كأمراض القلب والسرطان والسكري والضغط وغيرها، من خلال مكافحتها وضمان التشخيص المبكر وتوفير العلاج اللازم، مع توعية المرضى بها حيث إن وعي المريض بمعاناته جزء أساسي من العلاج الناجح.
ولعل تشجيع العلاج السياحي واحد من الأهداف الصحية الكبرى، فهو ليس ترفاً أو يافطة جميلة تزين المكان، بقدر ما يعتبر عامل تنشيط اقتصادي وسياحي، ومصدر دخل جيد للبلاد، كما أنه يزيد رصيد الدولة من المكانة الرفيعة، والثقة والإعجاب، نتيجة ما توفره الإمكانيات الصحية الهائلة والخبرات الطبية عالية المستوى، من قدرة على علاج الكثير من الأمراض الصعبة والحالات المرضية النادرة.
وما يشهده القطاع الصحي بشقيّه من تطوير وتحسين ودعم على مستوى البلاد، يعد ترجمة لرؤية الحكومة الرشيدة التي تستهدف توفير سبل الحياة الصحية الكريمة للجمهور، وتحسين مخرجات النظام الصحي بما يتلاءم مع تطلعات الجميع، وتمكن الإنسان من التمتع بصحته، وتزيد من إقباله على العمل والحياة بإيجابية.
ولتحقيق إنجازات صحية يشار إليها بالبنان، يجب أن نتطلع إلى إنجاز استراتيجية قوية تستهدف حشد الكفاءات المواطنة والاعتماد عليها في تطوير مهاراتها لتقديم خدمات أفضل للجمهور، بحيث يكون للمريض والمراجع الحرية في اختيار المرفق الصحي الذي يرتاح للعلاج فيه، إضافة إلى وضع مبادرات عديدة لتحسين الرعاية الأولية والعلاجية.
المؤسسات الطبية الخاصة مدعوة إلى تطوير طرق العلاج والوقاية من الأمراض والأوبئة لمواكبة النمو السكاني ومجابهة أي طارئ قد يحدث، بما يتوافق مع الأنظمة الطبية الأكثر تطوراً والمعتمدة عالمياً، لتأمين كفاءة عالية وسرعة تقديم هذه الخدمات، والسعي إلى تقديمها إلى الجمهور، وتجنب كافة الأمراض ومعالجتها، عبر استخدام الكوادر الصحية المؤهلة والإفادة من خبراتها وتطويرها إلكترونياً لتكون قادرة على مواكبة التطورات الحالية والمستجدات.
ebnaldeera@gmail.com