الأرض تعاني
شيماء المرزوقي
كوكبنا الأزرق، والذي نعيش على أرضه، يتعرض لاستنزاف قدراته البيئية وتهديد واضح لتوازنه الضعيف. وبفعل مباشر من الإنسان ترتكب عدة ممارسات ضارة بالمناخ وعلى المدى البعيد فإن الكارثة ستقع، ولكن العجيب أن هناك فئات تنكر تماماً أن يكون لعوادم المصانع وللغازات التي تنتشر في الجو أو لعمليات قطع أشجار الغابات أو رمي المخلفات النووية أو غيرها في المحطيات والبحار، أي تأثير في الهواء أو في الإنسان أو الكائنات الحية على الكوكب.
وأمام مثل هذه الحالة قام نحو 15 ألف عالم من 184 بلداً بالتوقيع على مقالة علمية تحمل عنوان «علماء العالم يحذرون البشرية» وتم نشرها في عدد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لمجلة «بيوساينس»، وبحق كانت هذه المقالة على درجة عالية من الأهمية حيث عددت المخاطر الجسيمة التي قد تنهك النظام البيئي وتتسبب بكارثة في مختلف أرجاء الأرض.
العالمة إيلين كريست، الأستاذة في جامعة فيرجينيا تيك، وهي واحدة من العلماء الموقعين، قالت: «يعد الواقع قاتماً بشكل لا يمكن إنكاره، إذ يقدم العلماء مجموعة من الإحصاءات الخطرة التي توضح مدى الضرر الذي حدث على مدار 25 عاماً، فكمية المياه العذبة المتاحة للفرد الواحد انخفضت بنسبة 26%، ودُمر ما يقارب 1.2 مليون كم مربع من الغابات، وانخفض عدد الثدييات والبرمئيات والزواحف والطيور والأسماك بنسبة 29%، في حين ازداد عدد البشر بنسبة 35%. وإذا استمر المسار بهذه الوتيرة فمن المحتمل أن نخسر 50-75 % من الكائنات الحية على الأرض، وفي حال حصول هذا الأمر، فإننا لن نستطيع إصلاح ذلك أو إيجاد حل لاحقاً، بل سيكون خسارة دائمة».
هؤلاء العلماء في مقالتهم قالوا كلمتهم وحثوا العالم وبينوا جوانب التهديد وكل الأخطار التي يتعرض لها الكوكب، ويبقى على كل واحد منا جهد ذاتي وشخصي في هذا السياق بأن ينمي معارفه حول التغير المناخي وأسبابه وأن يسعى لتطوير الطاقة النظيفة ويدعم كل مجال يساهم في تقليل انبعاثات الكربون. إن الجهد القليل الفردي من أي إنسان سيحدث فرقاً كبيراً لو بات جهداً نقوم به جميعاً، المهم في هذه المرحلة أن نكون على وعي ومعرفة تامة بالأخطار التي تواجه كوكبنا وتهدد وجودنا.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com