الأطفال والإدمان الإلكتروني
نعومي شيفر رايلي*
أطلقت مجموعة من الموظفين السابقين في «جوجل» و«فيسبوك» الأسبوع الماضي حملة لتغيير سلوك شركات التكنولوجيا الكبرى تجاه المستخدمين، وهي المبادرة التي حملت اسم «حقيقة شركات التكنولوجيا» وتهدف لإرغام تلك الشركات على جعل منتجاتها أقل إدماناً من جانب الأطفال. ورغم إيجابية المبادرة، إلاّ أن ما يزيد الطين بلة هو التفكير في عدد الساعات التي يقضيها الأطفال على الشاشات، فضلاً عن الساعات الأطول التي يقضيها الأطفال من مجتمعات الأقليات مقارنة بالفئة السابقة.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة «نورث ويسترن» في العام 2011، أن الأطفال من مجتمعات الأقليات يقضون 50% أكثر من نظرائهم من البيض على شاشات التلفاز، علاوة على أنهم يقضون ما لا يقل عن ساعة ونصف الساعة، أكثر على أجهزة الحواسيب، وهي الدراسة التي أظهرت أن الفئة الأولى تقضي ما متوسطه 8 ساعات يومياً، فيما تقضي الفئة الثانية متوسط 13 ساعة يومياً. وعلى الرغم من أن بعض الآباء في الأحياء الخطرة يعتقدون أن قضاء الأطفال ساعات أطول على الشاشات أفضل من أن يتعرضوا للمخاطر حال خروجهم للعب في الشارع، فإن الآثار السلبية التي تنطوي على تلك الساعات الطويلة تبدو أكثر خطورة، حيث إن قضاء الأطفال ساعات طويلة يضر بقدرتهم على تمييز المشاعر غير الشفوية، وهي مرتبطة بشكل وثيق بارتفاع معدلات الأمراض العقلية وحالات الاكتئاب، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالبدانة.
وأشار العديد من الأطباء في العديد من الدراسات والبحوث التي نشرت في هذا الشأن، إلى أن التعرض إلى الشاشات في سن مبكرة مرتبط بمخاطر فقدان القدرة على التمييز الجزئي بنسبة 28% عند بلوغ سن السابعة، علاوة على المشاكل الأخرى الفيزيائية التي تتضمن ضعف النظر وغيرها. إضافة إلى ذلك، فإن أي ساعة إضافية يقضيها الأطفال أمام شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية يزيد من خطر إصابتهم بأمراض عقلية بنسبة 10%. وللأسف تعتقد نسبة كبيرة من الآباء ذوي الدخل المحدود والأقل تعليماً أن قضاء الأطفال فترات أطول أمام الشاشات يجعلهم أفضل، وهو ما يتنافى تماماً مع جميع ما أثبتته الدراسات والأبحاث.
وقبل نحو خمسة عشر عاماً، وعندما كنت أختاً كبرى لإحدى طالبات المرحلة المتوسطة ببروكلين، طلبت المدرسة من أم تلك الطالبة أن تسارع إلى شراء جهاز حاسوب جديد لكي يساعد الطالبة على تحقيق درجات أفضل، أما اليوم، فإن شركات التكنولوجيا سعيدة جداً بأن تمكنت من جلب شاشاتها وأجهزتها إلى معظم المدارس تحت غطاء تطوير التعليم الذي انتهجته مبكراً وتبنّته حتى تمكنت من ربط تطور التعليم باستخدام التكنولوجيا التي ينتجونها.
*نيويورك تايمز